هاجم متظاهرون مقر "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في بغداد وأضرموا فيه النار، تنديدًا بما قالوا إنه "إساءة" من أحد أعضاء الحزب للمرجع الديني الشيعي، علي السيستاني، في إشارة إلى تغريدة للأكاديمي الكردي، نايف كردستاني، هاجم فيها المراجع الدينية ذات الانتماء غير العراقي، وأبدى تأييده للمراجع العراقية والعربية. من جهتها، فسرت جماهير الفصائل المسلحة الشيعية بأن هذه التغريدة إساءة إلى "السيستاني" الإيراني الجنسية.
لا يمكن فصل حادث حرق مقر "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عن التوتر الأمني، الناتج عن الخلاف السياسي بين القوى والفصائل المسلحة المنضوية ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الشيعي من جهة، والقوى السياسية السنية والكردية المتحالفة مع الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، من جهة أخرى. فقد جاء استغلال هذه التغريدة لتأجيج الوضع الأمني والسياسي، بعد يومين من إفشال "الإطار التنسيقي" جلسة انتخاب "ريبر أحمد" عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" رئيسًا للجمهورية. وتعتقد أطراف "التنسيقي" أن تصاعد التوتر الأمني والسياسي، يساهم في تعسير ولادة الحكومة القادمة بقيادة "الصدر"، ومن ثم قد يدفعه لإبداء مرونة أكثر تجاه التفاهم مع أحزاب "الإطار".
ورغم أن الصراع السياسي الحالي في حقيقته يدور بين "التنسيقي" وبين "التيار الصدري"، إلا أن رسائل "الإطار" التهديدية لا يتم توجيهها مباشرة إلى "الصدر" لكن إلى حلفائه، باعتبار أنهم أقل قوة ميدانيًا. ومثال ذلك الهجمات التي طالت بيت رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، في وقت سابق، باعتباره الحليف السني الأبرز لـ"الصدر". هذا إضافةً إلى التهديدات المباشرة له والتهديد بإعادة انتشار الفصائل في مناطق الأنبار، والتي جاءت على لسان الناطق باسم كتائب "حزب الله العراقي"، أبو علي العسكري. يُذكر أنه سبق مهاجمة مقر "الحزب الديمقراطي" قبل شهرين بقنبلة يدوية، كما جرى مهاجمة مقري تحالفي "تقدم" و"عزم" السنيين بهجومين متفرقين.