هجمات "جيش العدل" داخل إيران تدل على امتلاكه معلومات استخبارية وقدرات عسكرية

الساعة : 12:00
8 أبريل 2024
هجمات

الحدث:

أعلنت قوى الأمن الداخلي الإيرانية في بيان أصدرته في السادس من الشهر الجاري مقتل اثنين من عناصرها وإصابة ثالث، في هجوم تعرضوا له بمنطقة كورين التابعة لمدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، وذلك بعد يومين من هجوم واسع شنه "جيش العدل" على خمسة مواقع شملت مقر قيادة الشرطة ومركز الشرطة الحادي عشر ومقر قيادة الحرس الثوري في مدينة "تشابهار"، ومقر الحرس الثوري في مدينة "راسك"، والقاعدة المحلية للحرس الثوري على الطريق سرباز – راسك، ما أسفر عن مقتل 11 من عناصر الأمن و18 من المهاجمين، بحسب بيان للحرس الثوري. كما نشر "جيش العدل" فيديو عبر قناته على تطبيق "تليجرام" يظهر سيطرة عناصره على مستودع أسلحة داخل مقر الحرس الثوري بمدينة راسك.

الرأي:

يشير هجوم "جيش العدل" على هذا العدد الكبير من المقرات الأمنية واستمرار الاشتباكات لعدة ساعات، إلى امتلاكه معلومات استخبارية وبنية تحتية وقدرات عسكرية تتيح له تنفيذ كل هذه الهجمات الكثيفة والمتزامنة في محافظة بلوشستان، رغم ما تشهده من تأهب أمني للحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي.

ويلاحظ التزامن بين تكثيف "جيش العدل" لهجماته داخل إيران وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وهو ما حدث في كانون الأول/ ديسمبر 2023 عندما هاجم المسلحون البلوش مقر شرطة مدينة راسك، ما أسفر عن مقتل 11 شرطيًا وإصابة سبعة آخرين، في وقت متقارب مع اغتيال "إسرائيل" للعميد "رضي موسوي" مسؤول اللوجستيات في "محور المقاومة" بدمشق. وهذا ما توظفه طهران للتأكيد على أن تل أبيب تحرك "جيش العدل" وتموله، رغم أنه تنظيم سني سلفي التوجه، وذلك بهدف نشر الفوضى في الداخل الإيراني، وإحراج الأجهزة الأمنية تزامنًا مع الضربات "الإسرائيلية" المتتالية لقادة فيلق القدس في سوريا، والانتقام من إيران لدعمها المقاومة الفلسطينية.

من جانبه، يربط "جيش العدل" هجماته بأسباب محلية تتعلق بتعرض البلوش للاضطهاد والتهميش، سواءً لانتمائهم للمذهب السني أو لعملهم في أنشطة اقتصادية مثل التهريب، ما يجعلهم عرضة للتوقيف وصدور أحكام بالسجن والإعدام ضد أعداد كبيرة منهم، خصوصًا في قضايا تهريب المخدرات عبر الحدود مع باكستان وأفغانستان.

وقد عجزت الحلول الأمنية حتى الآن عن القضاء على التمرد البلوشي، الذي يتغذى على المظالم المذهبية والعرقية والسياسية والاقتصادية ويستفيد من وجود البلوش في باكستان وأفغانستان، ما يتيح بناء قواعد خلفية وتوفير تمويل، فضلًا عن الاستفادة من اتساع الحدود البرية بين الدول الثلاثة في التنقل بينها وتنفيذ هجمات بعشرات المسلحين. وهذا ما يجعل بلوشستان تشكل استنزافاً مستمرًا لأجهزة الأمن الإيرانية، وبؤرة توتر لا توجد مؤشرات على إمكانية معالجتها وفق رؤية متكاملة تزيل جذور الاحتقان، وتنقل الإقليم الحدودي إلى مربع الاستقرار والتنمية.