تعهدت السعودية بتكثيف الاستثمار في العراق؛ حيث أنشأت "صندوق الاستثمارات العامة" (PIF) كأداة مخصصة لهذا الغرض، مع تأكيد الالتزام بإنجاز العديد من صفقات الطاقة. ومن المتوقع أن تؤدي المصالحة الأخيرة بين السعودية وإيران إلى تمهيد الطريق أمام العلاقات التجارية والاستثمارية المتنامية بين العراق والمملكة، والتي كانت مقيدة في السابق بسبب الحذر السعودي من النفوذ السياسي والاقتصادي الكبير لإيران في العراق، إضافةً إلى عداء النخب العراقية المتحالفة مع إيران للرياض.
في هذا الإطار، من المتوقع أن يؤدي تحسن العلاقات بين إيران والمملكة إلى تحفيز هذه العملية من خلال تقليل المخاوف السعودية، على المدى القصير على الأقل، بشأن نفوذ إيران الاقتصادي والسياسي الهائل في العراق. ومن المرجح أيضًا أن تزداد أهمية المملكة كمصدر للاستثمار الأجنبي القليل في العراق خلال السنوات القادمة. فقد وعدت شركة النفط الحكومية السعودية "أرامكو" بتطوير أكبر حقل للغاز في العراق "عكاس"، وهو أمر شديد الحساسية سياسيًا نظرًا إلى المكاسب السياسية والمالية لطهران من اعتماد العراق على صادرات الغاز الإيرانية.
والخلاصة أن العراق سيسعى لاستغلال التقارب الأخير بين إيران ودول الخليج لجذب استثمارات أكثر، خصوصًا من المملكة، في مشروعات الطاقة والبنى التحتية خلال السنوات القادمة. لكن رغم ذلك، إذا انهارت المصالحة بين جيران العراق، وهو ما يمثل مستوى عاليًا من الخطورة، فإن محاولة التوازن المشار إليها آنفًا ستتعرض لمخاطر وضغوط كثيرة.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت