بين القدس وغزة ... جولة تصعيد ساخنة

بين القدس وغزة ... جولة تصعيد ساخنة

الساعة : 02:30
18 مايو 2021
بين القدس وغزة ... جولة تصعيد ساخنة

حدث

تفاعلت الأحداث بشكل سريع منذ قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي التصعيد في القدس، خاصة بعد التحذيرات التي أعلنها قائد كتائب القسام، محمد ضيف، يوم الخميس 6 مايو 2021، حيث اعترف الاحتلال بإطلاق المقاومة ما يزيد عن 3 آلاف صاروخ على المستوطنات منذ بداية المواجهات، وتمكّنت المقاومة من ضرب تل أبيب ومدن أخرى برشقات صاروخية تسببت بفرض حالة أشبه بـ"حظر للتجوال" في مدن الوسط. ومن المحطات الفارقة، دخول الفلسطينيين في أراضي الـ48 ضمن خط المواجهات والاشتباكات المباشرة في العديد من المدن، لاسيما اللد. في المقابل شنّ الاحتلال غارات كثيفة على قطاع غزة مُستهدفاً البنية التحتية والمباني السكانية والمقرات الحكومية، وبعض مواقع وقيادات المقاومة، وزعم بأنه استهدف شبكة أنفاق حماس الداخلية. وفي الأثناء، تبذل مصر جهوداً كبيراً للتوصل لاتفاق تهدئة جديد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، يترافق ذلك مع جهود قطرية وأخرى تبذلها الأمم المتحدة، في حين تشير المعطيات لوجود فجوة بين مطالب المقاومة وشروط الاحتلال.

رأي

حتى اللحظة ما زالت مهمة التفاوض صعبة ومرتبطة بما سيسفر عنه ميدان المعركة على الأرض، وستحرص القيادة الإسرائيلية على اصطياد ثمن كبير يسبق أي اتفاق، وسيبقى الموقف الأمريكي حاسماً في دفع مسار التفاوض عبر الوسطاء الإقليمين، خاصة وأن طول أمد الصراع لن يكون خياراً مفضلاً لدى إدارة "بايدن".

وفي حين سيبقى سيناريو الدخول البري الواسع مستبعداً، ستشكل انعكاسات المواجهة تآكلاً في صورة وقوة الردع الإسرائيلية، وستؤثر حتماً على تفاعلات المناخ السياسي والأمني في أوساط الاحتلال، غير أن ارتداداتها على "نتنياهو" ستحكمها النتيجة النهائية للجولة. في المقابل، ستعزز المعركة من قدرة فصائل المقاومة الفلسطينية على صياغة معادلة جديدة في الصراع القائم مع الاحتلال، لناحية تعزيز حالة التماسك بين أقطار الوطن المختلفة، وربما إعادة الزخم لمسار المصالحة الفلسطينية.