استهداف سفينة "إسرائيلية" يفاقم التوتر مع إيران

استهداف سفينة "إسرائيلية" يفاقم التوتر مع إيران

الساعة : 21:45
2 أغسطس 2021
استهداف سفينة

حدث

في صباح الجمعة 30 يوليو/تموز تعرّضت سفينة يابانية تديرها شركة "زودياك ماريتايم" (Zodiac Maritime) الإسرائيلية إلى هجوم قبالة سواحل سلطنة عُمان، شمال شرق جزيرة "مصيرة" العُمانية في المياه الدولية. وأعلنت سلطات الاحتلال مقتل اثنين من طاقم السفينة نتيجة الاستهداف، أحدهما قبطان السفينة بريطاني الجنسية، والآخر حارس يحمل الجنسية الرومانية. وأفادت التقارير بأن سفينة "ميرسر ستريت" المستهدفة يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي "إيال عوفر"، قد غادرت ميناء دار السلام في تنزانيا قبل ثمانية أيام متجهة إلى ميناء الفجيرة في الإمارات، وأطفأت نظام التتبع التلقائي ما يُشير بحسب مراقبين إلى أنها كانت تتوقع استهدافا.

توعد الاحتلال على الفور إيران باعتبارها المتهم الوحيد. لاحقًا، أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا أن مسؤولية الهجوم -الذي يرجّح تنفيذه بطائرة بدون طيار - تقع على طهران. وتعهدت واشنطن على لسان وزير خارجيتها بـ"رد مناسب في وقت قريب جدًا". واستدعت بوخارست السفير الإيراني لبحث الهجوم مؤكدةً مشاوراتها مع "الشركاء" للرد "بشكل مناسب". في المقابل، وعلى الرغم من النفي الإيراني الرسمي لأي مسؤولية عن الاستهداف واعتبارها الاتهامات الأمريكية "استفزازية"، قالت وسائل إعلام إيرانية إن العملية جاءت ردًا على قصف الاحتلال لمواقع إيرانية شمال حلب ومطار "الضبعة" بمنطقة القصير في سوريا مؤخرًا، والذي نتج عنه مقتل 5 مقاتلين "موالين لإيران" وعنصرين من "حزب الله" على الأقل.

رأي

يأتي الحادث في نفس سياق الحرب الباردة بين إيران والاحتلال والتي تُغطّي ساحتها الميدانية سوريا والعراق وبحر عُمان والخليج العربي حتى باب المندب. وعلى الرغم من سقوط قتيلين في هذا الهجوم، إلا أنه من حيث طبيعة الهدف ومكانه لا يمثل تصعيدًا في المواجهة بقدر ما هو استمرارًا لها. وفي حين أن الرد الإيراني يستهدف ترسيخ مبدأ بأن أي استهداف لها لن يمر دون رد، إلا أّن طبيعة هذا الرد تعكس استمرار تفوق الاحتلال في المعادلة الراهنة؛ فبينما تستهدف "إسرائيل" أهدافًا عسكرية نوعية داخل وخارج إيران، يقتصر الرد الإيراني على أهداف غير عسكرية خارج دولة الاحتلال. إذ أنه على مدار الأشهر الماضية، استهدفت "تل أبيب" والولايات المتحدة البنية التحتية الإيرانية المتطورة ليس فقط في سوريا، ولكن في الداخل الإيراني نفسه، خاصة حادثتي اغتيال العالم الإيراني البارز "محسن فخري زاده" في نوفمبر/تشرين ثاني 2020، وهجوم مفاعل نطنز في أبريل/نيسان الماضي.

لذلك، من المرجّح أن الرد الأمريكي – "الإسرائيلي" لن يتجاوز مستوى الصراع السائد. ولا يعني هذا أن المخاطر الأمنية لهذه المواجهة محدودة، فمازالت احتمالات الأخطاء واردة بما قد يُفضي لتصعيد عسكري يؤثر على المنطقة. من جهة أخرى، تعزّز هذه العملية المخاوف الأمنية لدى دول خليجية، خاصة السعودية والإمارات، مما يزيد من فرص تعاونها الأمني مع الاحتلال لمواجهة تحركات إيران في منطقة الخليج، بما في ذلك استهداف منظومة الطائرات المسيرة لإيران وحلفاءها.