قاعدة "إسرائيلية" في المغرب: الرباط تمضي بعيدًا في

قاعدة "إسرائيلية" في المغرب: الرباط تمضي بعيدًا في الشراكة الأمنية مع الاحتلال

الساعة : 12:30
22 نوفمبر 2021
قاعدة

الحدث

في تطور غير مسبوق في تاريخ العلاقات العربية "الإسرائيلية"، نقلت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية، عن مصادر استخباراتية أجنبية، أن المغرب سيوقّع مع حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" اتفاقًا لبناء قاعدة عسكرية في منطقة "أفسو" الصحراوية التابعة لإقليم الناظور، شمالي المملكة، قرب مطار العروي الدولي جنوب مدينة مليلية. وأعربت المصادر عن تخوّفها من أن تعزز هذه الشراكة الاستراتيجية الطيران الحربي المغربي عبر تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار "كاميكاز"، حيث يعمل البلدان على إعداد مشروع لصناعة هذه الطائرات بالمغرب وإنتاج أكبر عدد ممكن منها هناك. وسيتمكّن "الإسرائيليون" من إنتاج طائرات بدون طيار في المغرب بكميات كبيرة وبأسعار أقل بكثير، وسيتمكنون من وضع أنفسهم في أسواق التصدير.

رأي

منذ توقيع اتفاق "أبراهام" الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة و"إسرائيل" شهدت العلاقات بين الرباط والاحتلال تطورًا متسارعًا خاصة على الصعيدين الأمني والعسكري، حيث شمل التعاون الثنائي اتفاقية حول المعلومات الاستخباراتية، والأمن السيبراني. كما كشفت المعلومات عن صفقات عسكرية "إسرائيلية" سرية للمغرب عبر طرف ثالث خلال الأعوام الماضية، بينها 3 طائرات بدون طيار من طراز "هارون"، وأجهزة كشف وتعقب في الطائرات الحربية. وتشير هذه التطورات إلى أن المغرب يمضي قدمًا في تطوير تحالف أمني دفاعي مع "إسرائيل" يتجاوز مجرد تطبيع العلاقات. كما أنه من الواضح أن الشراكة الأمنية بين المغرب و"إسرائيل" تقوم على أساس تعريف مشترك للتهديد الجزائري. فمن ناحية المغرب، تتسارع التوترات الأمنية مع الجزائر على خلفية دعم الجزائر لـ"جبهة البوليساريو"، ودعم المغرب في المقابل لمجموعة (الحركة من أجل تقرير مصير في منطقة القبائل) "الماك" الانفصالية في منطقة القبائل بالجزائر. بينما تضع "إسرائيل" الجزائر ضمن المحور الإيراني المعادي لدولة الاحتلال، خاصة مع تمسّك الجزائر بمواقفها التقليدية تجاه التطبيع والتي تجلت في تصدي الجزائر لانضمام دولة الاحتلال بصفة مراقب في الاتحاد الأفريقي.

وسواء اتسمت التقارير حول بناء قاعدة عسكرية "إسرائيلية" بالدقة أم لا، فإن جلب النفوذ العسكري والأمني "الإسرائيلي" إلى شمال أفريقيا ليس من المتوقع أن ينتج عنه ضبط مستوى التوتر الأمني في المنطقة. على العكس، من المرجح أن يزيد هذا من الاحتقان بين الجزائر والمغرب، وسيعزز من سباق التسلح بين الجارتين العربيتين، كما سيدفع الجزائر لبناء تحالفات أمنية وعسكرية مضادة لمعادلة التحالف المغربي "الإسرائيلي"، الأمر الذي يعني، على الأرجح، استمرار التوتر الأمني على الحدود المغربية الجزائرية، إضافة إلى أن حصول عمليات عسكرية وأمنية محدودة، سواء مغربية تستهدف "البوليساريو" أو جزائرية تستهدف "الماك"، ليست مستبعدة.