الحدث:
أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن جنديا قَتل ضابطين اثنين "عن طريق الخطأ"، قرب القاعدة العسكرية "النبي موسى" في غور الأردن، فجر الخميس الـ13 من كانون الثاني/ يناير الجاري، وهما من وحدة النخبة "إيغوز"، معتقدًا أنهما فلسطينيين، بعدما قاما بإطلاق رصاصات تحذيرية تجاه هدف تم رصده خلال دورية ليلية. ووقع الحادث بعد انتهاء يوم تدريبي في المعسكر؛ حيث خرج الاثنان في دورية حوله واشتبها في شخص وشرعا بإجراء اعتقاله، وانتهى الأمر بإطلاق نار في الهواء، لكن تبين أنه جندي يخدم معهما بنفس الوحدة، اعتقد أنهما يطلقان النار عليه، وبالتالي أطلق عليهما النار بدوره فقتلهما، وهما: الرائد أوفيك أهارون، والرائد إيتمار ألحرار، ويشغل كلاهما منصب قائد سرية.
الرأي:
أثارت الحادثة تساؤلات حول حجم هذا الإخفاق، ومدى ارتباطه بشعور الجنود بالخوف الحقيقي من تزايد عمليات المقاومة وتحركات المقاومين، ما أوصلهم لهذا المستوى من "الهوس الأمني" الذي يجعلهم يطلقون النار على بعضهم من مسافة قصيرة جدًا، بطريقة تؤدي للقتل الفوري. وفي الوقت ذاته، يمكن التساؤل عن السبب المباشر لوقوع هذا الخطأ المتمثل في تقادم وسائل الرؤية الليلية لدى الجنود أو ضياعها، أو عدم استخدامها، رغم أننا أمام حادث لا يتوافق مع سلوك يمكن توقعه من القادة الميدانيين بوحدة كوماندوز، يفترض أنهم مدربون ذوو خبرة.
وهذا هو الخطأ الثاني الذي يشهده الجيش بعد تحطم المروحية، ما يستدعي الحاجة لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة خلف تكرارها، لأنها قد تشير لحالة من فقدان الانضباط داخل الجيش. وتتداول الأوساط العسكرية "الإسرائيلية" العديد من الروايات المحتملة في القصة، ولا يمكن استبعاد أي منها حتى تُعرف كل الحقائق على وجه اليقين، والتي من المتوقع أن تُترك للجنة من الخبراء العسكريين لتقريره. في الوقت ذاته، فإن تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية من شأنها أن تزيد من هذه الحوادث في الجيش، نتيجة حالة الإرباك التي تتسبب فيها، رغم كثافة التدريبات العسكرية التي يخوضها الجنود والضباط في الآونة الأخيرة.