الحدث:
انقطعت خدمة الإنترنت عن جميع المحافظات اليمنية، إثر تعرض مركز الاتصالات بمحافظة الحديدة غرب اليمن لقصف جوي، قالت جماعة الحوثي إن مقاتلات التحالف العربي نفذته منتصف ليلًا نهاية الأسبوع الماضي. وباستثناء عدد محدود من مشتركي خدمة "عدن نت" الحكومية في العاصمة المؤقتة للبلاد، فقد أصبحت جميع المحافظات في عزلة عن العالم منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة 21 كانون الثاني/ يناير. من جهتها، اكتفت قوات التحالف بالإعلان عن تنفيذ عدد من الغارات في محافظة الحديدة، استهدفت "أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة". من جهة أخرى، أظهرت تقارير لمهندسي الاتصالات في اليمن أن "آخر المعلومات تظهر أن خدمة الإنترنت استمرت في العمل عقب استهداف الطيران لمركز الاتصالات في الحديدة، حتى الساعة الواحدة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي"، وهو ما طرح تساؤلات حول فرضية أن قرار قطع الإنترنت متعمد من قبل جماعة "الحوثي".
الرأي:
لا يمكن الجزم بأن عملية استهداف الطيران لمركز الاتصالات بمحافظة الحديدة تسبب في إيقاف الإنترنت؛ حيث استمرت الخدمة نحو ساعتين ونصف عقب الغارات الجوية. كما إن ما يتداول حول رفض الجماعة لمحاولات الفرق الهندسية إصلاح العطل وإعادة الخدمة، يؤكد أن ثمة استفادة لهم من توقف الخدمة؛ حيث تزامن ذلك مع استهداف التحالف لسجن مدني بمحافظة صعدة، باشرت على إثره الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين، مستفيدةً من غياب "السلطة الخامسة" وتوقف الرقابة المجتمعية، لشن حملة اعتقالات واسعة استهدفت عددًا كبير من معارضيها في عدد من المحافظات الواقعة تحت سلطتهم، واصفة إياهم بالعملاء كما تتهمهم بإرسال إحداثيات مواقع حساسة إلى التحالف العربي.
وبغض النظر عن الخسائر الفادحة التي مُني بها عدد من القطاعات الخاصة، إلا أن انقطاع الإنترنت يُكسب الجماعة إيرادات ضخمة جراء اندفاع المواطنين للعودة إلى استخدام خدمات الاتصالات عبر الجوال بشكل مكثف، في ظل توقف وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف من استمرار الجماعة من فرض القيود على إعادة خدمة الإنترنت. وسواءً كان انقطاع الخدمة ناتجًا عن القصف أو لأغراض أخرى خاصة بالحوثي، فإن المؤكد هو استمرار التصعيد الأمني والعسكري خلال الفترة المقبلة في اليمن.