الحدث:
كشفت "القناة 13" العبرية في الـ27 من كانون الثاني/ يناير الجاري أن مجموعة من القراصنة الإيرانيين تُدعى "عصا موسى"، نشرت فيديو يكشف عن اختراقها لمنظومة كاميرات المراقبة الأمنية في "إسرائيل"، وتضمن الفيديو مقاطع للعديد من الأماكن مثل "مفرق هشالوم" في "تل أبيب" وحائط البراق.
الرأي:
يمثل الحادث أحدث واقعة في سلسلة الهجمات السيبرانية التي تشنها مجموعات "هاكرز" إيرانية ضد أهداف "إسرائيلية"؛ ففي مطلع الشهر الجاري تعرضت المواقع الإلكترونية لصحف "معاريف" و"جيروزاليم بوست" و"يسرائيل هيوم" لهجوم سيبراني، تضمن نشر صور "قاسم سليماني" في الذكرى الثانية لاغتياله. كما أعلنت القيادة السيبرانية الأمريكية أنها حددت عددًا من البرامج التي تستخدمها مجموعة "هاكرز"، تابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية تُدعى "Muddy Water"، للحصول على معلومات من شركات الاتصالات في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.
في هذا السياق، يشار إلى أن إيران تمتلك حاليًا جيشًا سيبرانيًا بقيادة "رضا سالارفاندز"، والذي يُعتبر بمثابة الجيش الثالث في إيران بجوار "الحرس الثوري" والجيش النظامي. ويعتمد هذا الجيش السيبراني في الأساس على مجموعة من "الهاكرز" من خريجي الجامعات المتخصصة، مثل جامعة الإمام الحسين، وجامعة "شريف" التي تُدرس علوم الحاسوب لحوالي 90 ألف طالب. وتتكون القوة السيبرانية الإيرانية بحسب دورية "إنتليجنس أونلاين" من مجموعات صغيرة متخصصة لكل منها دورها الخاص. فـ"المجموعة 39" مسؤولة عن اختراق مصالح الشركات، لا سيما في الإمارات والسعودية والأردن و"إسرائيل"، فيما تركز "المجموعة 35" على جمع المعلومات الاستخبارية عن الشخصيات والمؤسسات الأمريكية، بينما تعمل "المجموعة 34" بشكل خاص على السعودية، أما "المجموعة 33" فتستهدف شركات الطيران والهيئات الصناعية الإقليمية والدولية.
ويأتي الاهتمام الإيراني بالمجال السيبراني استجابة للهجمات السيبرانية الأمريكية و"الإسرائيلية" التي تتعرض لها البلاد، والتي كان آخرها هجوم "إسرائيلي" في أيلول/ سبتمبر 2021 نجح في شل عمل 4300 محطة وقود إيرانية، وذلك بعد سابقة تدمير عدد ضخم من أجهزة الطرد المركزي في المشروع النووي الإيراني عام 2010، باستخدام دودة إلكترونية تُدعى "ستوكسنت" طورتها الأجهزة السيبرانية الأمريكية و"الإسرائيلية".
ومن المرجّح أن يتصدر المجال السيبراني ساحة الصراع بين إيران و"إسرائيل" بصورة خاصة، في ظل قدرة الهجمات السيبرانية على إلحاق أضرار أو تجميع معلومات دون كلفة سياسية كبيرة، كالتي تتسبب فيها الأنواع الأخرى من الهجمات، فضلًا عن سهولة التملص رسميًا من المسؤولية عن تنفيذها.