الحدث:
وقّعت "إسرائيل" والبحرين اتفاقًا للتعاون الأمني خلال زيارة قام بها وزير الدفاع "الإسرائيلي"، بيني غانتس، للمملكة. وقالت وزارة الدفاع "الإسرائيلية" إن "مذكرة التفاهم ستعزز أي تعاون مستقبلي في مجالات المخابرات، والتعاون العسكري والصناعي وغير ذلك". وقال "غانتس" إن الاتفاق "سيسهم في تعزيز أمن البلدين واستقرار المنطقة". ووقع "غانتس" على الوثيقة مع نظيره البحريني، عبد الله بن حسن النعيمي، عقب محادثات مع الملك "حمد بن عيسى آل خليفة" في القصر الملكي. ووصفت وسائل إعلام "إسرائيلية" الاتفاق بـ"التاريخي"، مشيرةً إلى أنه "امتداد لاتفاقات التطبيع ويؤسس للعلاقات الأمنية بين تل أبيب والمنامة".
الرأي:
يعتبر الاتفاق هو الأول من نوعه بين "إسرائيل" ودولة خليجية والثاني عربيًا بعد المغرب، ولا شك أنه يأتي ضمن سعي البحرين لتطوير قدراتها الأمنية في مواجهة "التهديد الإيراني". وعلى غرار الاتفاق الأمني "الإسرائيلي" مع المغرب، فإن الاتفاقية مع البحرين ستشمل تواجد قوات بحرية "إسرائيلية" في منطقة الخليج بصورة "غير دائمة"، حيث من المرجّح أن تجري القوات البحرية "الإسرائيلية" زيارات دورية إلى البحرين، بحسب صحيفة "إسرائيل ديفينس".
وتأتي الاتفاقية ضمن سياق واسع من التعاون الأمني المتصاعد بين المنامة وتل أبيب، حيث وجه العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، مسؤولي الجهاز الأمني بالعمل على "الوصول إلى تعاون أوثق مع إسرائيل". وصدرت هذه التعليمات إلى جهاز المخابرات البحريني، وجهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية، إضافةً إلى جهاز الأمن الاستراتيجي، الذي يمتلك تفويضًا رسميًا بالتعامل المباشر مع جهاز "الموساد" "الإسرائيلي"، وجهاز الأمن العام "الشاباك". ويستعد جهاز الأمن الاستراتيجي البحريني لاستقبال فريق من المدربين "الإسرائيليين" لتدريب ضباط المخابرات البحرينية، كما ستزود "تل أبيب" البحرين بأقمار صناعية، وأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار، وطائرات بدون طيار من طراز "هيرمز" المصممة للمهمات التكتيكية، من شركة "إلبيت سيستمز" "الإسرائيلية".
من جهة أخرى، لا يمكن تصور أن تمضي البحرين قدمًا في مثل هذا النوع من الاتفاقات دون ضوء أخضر سعودي؛ وهو ما يعني أن السعودية تعتبر أن التواجد "الإسرائيلي" في البحرين يمثل إضافةً أمنية في حسابات الصراع مع إيران. ويبدو أن هذه الاتفاقية توفر أساسًا سيجعل من البحرين قاعدة لأنشطة استخبارية "إسرائيلية" في منطقة الخليج العربي، تستهدف إيران بصورة أساسية، وهو ما قد يجعل البحرين بالمقابل ساحة استهداف أمني إيراني؛ أي إن معضلة الأمن التقليدية ستكون حاضرة، وسيشعر كل طرف تباعًا بأنه بات أقل أمنًا.