إدانة معارضين إيرانيين في الدنمارك بالتجسس لحساب ا

إدانة معارضين إيرانيين في الدنمارك بالتجسس لحساب السعودية

الساعة : 15:15
7 فبراير 2022
إدانة معارضين إيرانيين في الدنمارك بالتجسس لحساب السعودية

الحدث:

أدانت محكمة دانماركية في الرابع من شباط/ فبراير الجاري ثلاثة أعضاء في "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، أحدهم يحمل الجنسية الدانماركية، بتهمة التجسس لصالح الرياض وتوفير معلومات لضباط سعوديين، خلال الفترة من 2012 إلى 2020 حول العديد من الأفراد والمؤسسات الدانماركية فضلًا عن الشؤون العسكرية الإيرانية، مقابل ما يعادل 2.3 مليون دولار، وكذلك الترويج للإرهاب عبر دعم الأنشطة المسلحة للحركة في إيران. كما اتُّهموا أيضًا بدعم تنظيم "جيش العدل"  الإيراني المصنف كجماعة إرهابية في الولايات المتحدة، ومن المنتظر صدور الحكم النهائي ضدهم في آذار/ مارس المقبل. ومن بين الموقوفين الثلاثة شخص سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال إيرانية عام 2018 على يد مواطن إيراني يحمل الجنسية النرويجية.

الرأي:

تكشف تفاصيل القضية عن حلقة من حلقات الصراع السعودي الإيراني بالوكالة؛ حيث تعمل الرياض على دعم الجماعات المعارضة الإيرانية، وفي القلب منها الجماعات العربية المسلحة في الأحواز، وذلك بهدف توظيفها كأداة ضغط على طهران في مواجهة توظيف إيران للتكتلات الشيعية شرق السعودية والبحرين والعراق، فضلًا عن الحوثيين للضغط على السعودية.

يذكر أن "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" هي حركة سنية تأسست عام 1999، للمطالبة باستقلال منطقة الأحواز عن إيران التي سيطرت عليها عام 1925، وغيرت اسمها من "إمارة المحمرة" إلى "خوزستان". وتعاني منطقة الأحواز من التهميش وندرة المياه الصالحة للشرب والزراعة، رغم أنها منطقة ثرية بالنفط والثروات المعدنية، ومن أبرز مدنها عبادان وتسكنها غالبية عربية من قبائل بني تميم وبني أسد.

وتتسم مواقف الحركة الأحوازية بدعم السياسة السعودية؛ حيث أيدت عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، فيما شنت عدة هجمات مسلحة داخل إيران، من أبرزها اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات في مدينة الخليفة،حسين شريفي، عام 2017، والهجوم على عرض عسكري للجيش الإيراني في مدينة الأهواز عام 2018، ما أدى إلى مقتل 25 شخصًا منهم 12 عنصرًا من الحرس الثوري وإصابة 69 آخرين.

بالمقابل، تشن طهران حملة مطاردة ضد العناصر الأحوزاية المعارضة في الخارج؛ حيث قتلت رئيس "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، أحمد مولى، أمام منزله في لاهاي في هولندا عام 2017، كما اختطفت "فرج الله كعب"، القائد التالي للحركة في تشرين ثاني/ نوفمبر 2020 من مدينة إسطنبول، عقب استدراجه بواسطة الاستخبارات الإيرانية للقدوم من السويد لزيارة تركيا.

وتشير تفاصيل القضية الأخيرة إلى أن أوروبا، خصوصًا الدانمارك، تحولت إلى ساحة تصفية حسابات بين السلطات الإيرانية والجماعات المعارضة المدعومة من السعودية، وهو ما يزعج الاجهزة الأمنية الأوروبية التي لا ترغب في أن تشهد أراضيها حروبًا خفية بين طهران والرياض.