الحدث:
كشفت "إسرائيل" يوم في الخامس من شباط/ فبراير، أنها أبلغت دول البلطيق الثلاث: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بحظر تصدير أسلحتها إلى أوكرانيا، عقب صدور قرار مماثل بعدم تصدير منتجاتها العسكرية للأخيرة، في ضوء أزمتها المتصاعدة مع روسيا، رغم قناعة تل أبيب بأن كييف تسعى للحصول على صواريخ "سبايك" المضادة للدبابات المصممة من شركات "إسرائيلية" وألمانية.
الرأي:
لقد سبق أن قام وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، بزيارة إلى "إسرائيل" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتحسبًا لأي ضرر محتمل قد يلحق بعلاقاتها مع روسيا، طلبت منه توخي الحيطة وعدم إجراء أي حوارات صحفية خلال الزيارة.
ويبدو واضحًا أن القرار "الإسرائيلي" احترازي للحفاظ على التوازن في علاقاتها مع روسيا، ولعدم تضرر التفاهمات الثنائية بينهما في سوريا، والتي تتيح للاحتلال مواصلة عملياته ضد القواعد الإيرانية، وقوافل أسلحتها إلى "حزب الله". ويشير القرار "الإسرائيلي" الذي جاء معاكسًا لموافقة الولايات المتحدة على تصدير دول البلطيق أسلحة فتاكة لأوكرانيا، إلى أهمية هذه التفاهمات لأمن "إسرائيل" لأنه من غير الممكن استهداف النفوذ الإيراني في سوريا دون موافقة روسيا.
من جهة أخرى، يذكّر هذا القرار بحقيقة أن الأزمة الأوكرانية لا تبدو بعيدة عن الحالة الأمنية في الشرق الأوسط؛ ليس فقط من زاوية العلاقات الروسية "الإسرائيلية"، لكن أيضًا العلاقات الروسية التركية التي سيلحقها الضرر لا شك، ومن ثم قد تنعكس على التفاهمات في سوريا بين الطرفين. وربما تتعرض أيضًا دول مثل مصر ودول الخليج لضغوط من قبل واشنطن، لتبني مواقف معادية لروسيا.
