دلالات إعلان إيران عن صاروخ "خيبر -شكن"

دلالات إعلان إيران عن صاروخ "خيبر -شكن"

الساعة : 18:00
10 فبراير 2022
دلالات إعلان إيران عن صاروخ

الحدث:

كشف قائد "قوات الجوفضائية" التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد حاجي زاده، في التاسع من شباط/ فبراير الجاري عن امتلاك إيران لصاروخ "خيبر شكن" (أي محطم خيبر باللغة العربية)، الذي يعمل بالوقود الصلب. وهو صاروخ يبلغ مداه 1450كلم، ويقل وزنه بنسبة الثلث عن وزن النماذج المماثلة له، فيما يستغرق وقت إطلاقه سدس الوقت المطلوب لإطلاق نظرائه، مضيفًا أنه يتميز بالدقة في إصابة الأهداف والقدرة على المناورة وتجاوز الدفاعات الجوية المعادية. وفي اليوم التالي أعلن "البنتاجون" أنه يراقب البرنامج الصاروخي الإيراني ويعمل مع شركاء واشنطن على التصدي للتهديدات الإيرانية.

التحليل:

منذ تعرض المدن الإيرانية لهجمات صاروخية خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، تزايد اعتماد طهران على الصواريخ الباليستية كسلاح حيوي لردع خصومها في ظل افتقارها إلى قوة جوية متطورة. وتمتلك طهران حاليًا ترسانة صواريخ متنوعة تشمل ما بين ستة إلى ثمانية أنظمة صواريخ باليستية تعمل بالوقود السائل، وما يصل إلى 12 نظامًا صاروخيًا يعمل بالوقود الصلب. وتتميز الصواريخ ذات الوقود الصلب بأنها تتطلب وقتًا أقل من الصواريخ ذات الوقود السائل، ما يجعلها أسرع في الإطلاق وأقل عرضة للاستهداف من قبل الخصوم قبل إطلاقها.

في السابق اعتمدت عقيدة الصواريخ الإيرانية على معاقبة المهاجمين المحتملين، عبر استهداف مدنهم والأهداف عالية القيمة في أراضيهم، لكن خلال العقد الأخير حدث تحول في تلك العقيدة؛ حيث باتت تعطي الأولوية لتحسين مستويات الدقة بهدف توظيف الصواريخ ضمن خيارات هجومية، تتيح استهداف السفن المنتشرة داخل مياه الخليج، وتهديد الموانئ المعادية، وضرب المطارات في الدول المستهدفة لعرقلة الطلعات الجوية المعادية، وضرب الأهداف الحساسة والقواعد العسكرية، ورفع كلفة حشد القوات المعادية قرب الحدود الإيرانية. وذلك مع الالتزام بألا يتجاوز نطاق الصواريخ الإيرانية 2000كلم، حسب توجيهات منسوبة إلى المرشد الأعلى آية الله "علي خامنئي"، والتي كان من آخرها صاروخ "سجيل-2" الذي أطلقته طهران لأول مرة في مناورة عسكرية في كانون الثاني/ يناير 2021، وهو صاروخ محلي الصنع يعمل بالوقود الصلب ويتكون من مرحلتين، ويبلغ مداه 2000كلم عند تجهيزه برأس حربي يبلغ وزنه 700كلجم، وهو ما وضع طهران في مصاف تصنيع الصواريخ متعددة المراحل التي تتيح امتلاك صواريخ عابرة للقارات.

أما صاروخ "خيبر-شكن" الجديد فهو أقل مدى مقارنة بنظرائه من صواريخ الجيل الثالث، لكن ميزاته سالفة الذكر تعزز استراتيجية طهران بامتلاك منظومات صواريخ دقيقة وكثيفة وسريعة الإطلاق، تضع الأهداف المنتشرة في أنحاء الخليج فضلًا عن دولة الاحتلال "الإسرائيلي" ضمن دائرة النيران الإيرانية.