الاستخبارات التركية تعتقل خلية إيرانية خططت لاختطا

الاستخبارات التركية تعتقل خلية إيرانية خططت لاختطاف أحد معارضي طهران

الساعة : 20:15
12 فبراير 2022
الاستخبارات التركية تعتقل خلية إيرانية خططت لاختطاف أحد معارضي طهران

الحدث:

ألقت المخابرات التركية "جهاز الاستخبارات الوطنية MİT" القبض على خلية إيرانية تضم 17 شخصًا، خطّطوا لاختطاف أحد المعارضين الإيرانيين في مدينة زونغولداك التركية. وضمت الخلية رجل المخابرات الإيراني، مرتضى سلطان سنجالي، وصاحب شركة "باي ساغلام" التركية للصناعات الدفاعية، إحسان ساغلام، والذي له اتصالات واسعة مع وزارة الدفاع والقوات المسلحة التركية، وكان المسؤول عن تجنيد واختيار العناصر والتخطيط للعملية لصالح المخابرات الإيرانية. وجنّد "ساغلام" للعمل في الخلية مدعيًا تركيا يدعى "داود يلماز"، وضباطًا متقاعدين وضباط صف وضابط شرطة، كما انضم ضابط صيني سابق إلى الشبكة.

وقد أرسلت المخابرات الإيرانية شخصًا يُدعى "علي قهرمان حجي آباد" إلى إسطنبول لترتيب عملية الاختطاف، وعاد إلى طهران بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ العملية. وتوجّه "مرتضى سنجالي" في الـ20 من كانون الثاني/ يناير إلى مدينة زونغولداك، لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة. لكنّ المخابرات الإيرانية أبلغته بضرورة إلغاء العملية، لأنه وفريقه تحت المراقبة، إلا أن الاستخبارات التركية ألقت القبض عليه، كما اعتقلت باقي أعضاء الخلية.

الرأي:

تُظهر هذه الحادثة تمسك المخابرات الإيرانية بسياستها المعتادة تجاه مطاردة المعارضين في الخارج بصورة عامة، كما تكشف استمرار نشاطها في الأراضي التركية بصورة خاصة؛ حيث أحبط جهاز الاستخبارات التركية في الـ13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي محاولة اختطاف طيّار عسكري إيراني، من ولاية وان شرقي تركيا إلى داخل إيران، وجرى القبض على ثمانية أشخاص بينهم عميلان إيرانيان أحدهما يحمل الجنسية التركية. لكن الجهاز الإيراني نجح في تشرين الأول/ اكتوبر 2020 في اختطاف المعارض الإيراني، حبيب أسيود، الرئيس السابق لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، أثناء زيارته بمدينة إسطنبول وأعاده إلى إيران. كما اغتالت في الـ14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 "مسعود وردنجاني"، الذي عمل خبيرًا في الأمن السيبراني بوزارة الدفاع الإيرانية، في شوارع إسطنبول بعد عام من لجوئه إلى تركيا. وقد تسببت العملية في توتر بين البلدين، واعتقلت السلطات التركية عدّة أشخاص من بينهم دبلوماسي إيراني يدعى "محمد رضا ناصر زادة".

ويأتي عرض الاستخبارات التركية لتفاصيل وصور الأشخاص المتعاونين مع المخابرات الإيرانية إلى تحقيق أمرين: التأكيد على صدق المعلومة في ظل الإنكار الرسمي الإيراني، والجدّية في ردع أي عمليات مشابهة مستقبلًا. ورغم أن هذه الحوادث لم تؤثر على العلاقات التركية الإيرانية بصورة ملموسة حتى الآن، إلا أن تكرارها في الأشهر الأخيرة قد يثير تساؤلات، خاصةً وأن الاستخبارات التركية أحبطت أيضًا هذا الأسبوع محاولة إيرانية لاغتيال رجل أعمال "إسرائيلي" في إسطنبول.

من جهة أخرى، تشير هذه الحوادث المتكررة، والتي تشمل أيضًا خلايا مرتبطة بـ"إسرائيل" وروسيا والإمارات، إلى العبء الأمني الذي تتحمله تركيا نتيجة استضافة معارضين ومجموعات سياسية أجنبية، ما يستتبعه نشاط أجهزة مخابرات خارجية بهدف ملاحقة هذه المجموعات والتجسس على أنشطتها داخل تركيا.