الحدث:
أكدت وسائل إعلام "إسرائيلية" قيام مسؤول سوداني الأسبوع الماضي بزيارة إلى "إسرائيل"، على رأس وفد أمني ودبلوماسي ممثِّلًا للمجلس السيادي، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، ركزت على تعزيز العلاقات وإمكانية دفعها إلى الأمام، وصولًا لتوقيع اتفاق سلام، فضلًا عن مناقشة مسألة التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين. هذا، في حين لم يصدر أي تأكيد بعد عن المتحدثين باسم الحكومتين "الإسرائيلية" والسودانية عن هذه الزيارة.
الرأي:
تأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أسابيع من زيارة وفد "إسرائيلي" إلى الخرطوم استمرت ساعات، وجرى خلالها بحث الجوانب الأمنية وتطورات الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد. ومن اللافت استمرار صمت السلطات السودانية إزاء هذه اللقاءات رغم تداولها بشكل واسع محليًا ودوليًا.
في هذا الإطار، يعكس تصاعد وتيرة اللقاءات بين الجانبين نظرة "إسرائيل" إلى السودان على أنه حليف إقليمي محتمل مهم؛ انطلاقًا من موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر وقربه من القرن الأفريقي، ولضمان عدم تكرار تحوله لقاعدة دعم لخطوط إمداد المقاومة في غزة. بالمقابل، يبدو المجلس السيادي معتمدًا على علاقاته مع تل أبيب في ضمان تأمين موقف خارجي داعم له، وتجنب الوقوع تحت ضغوط دولية أوسع، خاصةً وأن إقامة هذه العلاقة ارتبطت بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في كانون الأول/ ديسمبر 2020.
ومع ذلك، فلا يبدو مرجَّحًا توقيع اتفاق ثنائي وتبادل سفراء بين الجانبين قريبًا، بسبب الأوضاع غير المستقرة في السودان الذي يشهد توترًا شعبيًا، ما يجعل لخطوة من هذا النوع تداعيات على الاستقرار الداخلي الهش. لكن على المدى البعيد، لن يكون من المستبعد أن تنتقل العلاقة بين البلدين من الشق الأمني والعسكري إلى الشق الدبلوماسي، خاصةً وأن الجيش السوداني سينظر إلى الفوائد الأمنية والسياسية والتقنية (خصوصًا تكنولوجيا الزراعة) التي سيحققها له تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".