الاستخبارات التركية تحبط مخططًا إيرانيًا لاغتيال ر

الاستخبارات التركية تحبط مخططًا إيرانيًا لاغتيال رجل أعمال "إسرائيلي" في إسطنبول

الساعة : 14:00
14 فبراير 2022
الاستخبارات التركية تحبط مخططًا إيرانيًا لاغتيال رجل أعمال

الحدث:

اعتقلت الاستخبارات التركية خلية مكونة من تسعة أشخاص تابعة لجهاز المخابرات الإيرانية، كانت تخطط لاغتيال رجل الأعمال "الإسرائيلي"-التركي، يائير جيلر، (75 عامًا)، صاحب شركة "CNC للتكنولوجيا والهندسة المتقدمة"، والتي تعمل في مجال صناعة الدفاعات الجوية والتكنولوجيا والبرمجيات، وذلك ردًا على اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زاده.

وكشفت المعلومات أن الإيراني، ياسين طاهر إمام كيندي، (53 عامًا)، قاد محاولة الاغتيال من طهران، فيما أدار خلية المتابعة والاغتيال في تركيا الإيراني، صالح بيغهوز، (44 عامًا)، والتي ضمت أيضًا عملاء أتراك. وقامت الخلية الإيرانية برصد "جيلر" وتصويره في مقري شركته وإقامته في إسطنبول، واستخدمت في ذلك هواتف إيرانية وبرامج اتصال للتواصل مع مدير العملية في طهران. لكنّ الاستخبارات التركية تمكنت من رصد استخدام الهواتف الخاصة بالشبكة، بالقرب من منزل وشركة رجل الأعمال "الإسرائيلي".

وبعد اكتشاف الخلية الإيرانية عُقد اجتماع رفيع المستوى بين الاستخبارات التركية والموساد "الإسرائيلي" في أنقرة، لإحباط محاولة الاغتيال. وتقرر نقل رجل الأعمال إلى منزل آمن، فيما سمحت الاستخبارات التركية لـ"الموساد" بتوفير حراسة له، وعرضت الخارجية الإسرائيلية على "جيلر" الانتقال إلى تل أبيب لكنه رفض.

الرأي:

يضاف هذا النجاح الاستخباري التركي إلى نجاحات أخرى خلال الأشهر الأخيرة في إفشال محاولات استخباراتية خارجية، والتي كان أبرزها اعتقال الجهاز خمس خلايا تابعة لـ"الموساد" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد رصد تحركاتها منذ قرابة عام. هذا، فضلًا عن القبض على خلية إيرانية كانت تعمل في ولاية "وان"، كما اعتُقل سبعة أشخاص ثبت تجسسهم لصالح المخابرات الروسية.

وتكشف هذه التحركات النشطة عن جدية الاستخبارات التركية تجاه ضبط البيئة الداخلية، التي تشهد تزايدًا في أنشطة استخبارية تابعة لجهات خارجية، بعضها يستهدف تركيا، كما في حال الخلية التي استهدفت جمع معلومات عن الصناعات الدفاعية، وبعضها يستهدف جهات معارضة تستضيفها تركيا، خاصةً المخابرات الإيرانية التي اختطفت في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 "حبيب فرج الله شعب" الملقب بـ"حبيب أسيود"، المتّهم بتزعم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، من إسطنبول، في حين أعلنت تركيا لاحقًا توقيف 11 شخصًا يشتبه في تورطهم في العملية.

 من جهة أخرى، يكشف سماح أنقرة لجهاز "الموساد" بتوفير حماية لـ"جيلر"، عن انفتاح الجهاز التركي على العمل المشترك مع الجهاز "الإسرائيلي" بعد فتور العلاقات خلال السنوات الماضية. ولا شك أن هذا الإنجاز الأمني سيكون له تداعيات على مسار تطبيع العلاقات السياسية بين تركيا و"إسرائيل"، والذي ينتظر التطور الأهم خلال الشهر المقبل؛ حيث من المتوقع أن يزور الرئيس "الإسرائيلي" أنقرة. كما إن تكرار مثل هذه الأنشطة الإيرانية مؤخرًا في تركيا سيضع تساؤلات حول مدى انعكاسها على العلاقات السياسية والأمنية بين البلدين.