الحدث:
ألقت قوات الأمن العراقية القبض على مجموعة تروّج لأفكار الحركة "المهدوية" بين الزائرين الشيعة لمرقد "موسى الكاظم"، عبر توزيع منشورات تحمل أفكارًا ترويجية لفكر الحركة "المهدوية". وترتبط الحركة "المهدوية" بجماعة "جند السماء"، التي ظهرت عام 2007 جنوب العراق وتدّعي أنها المسؤولة عن تهيئة الأوضاع قبل ظهور الإمام المهدي المنتظر (الإمام الثاني عشر لدى الشيعة)، وأنها ستكون جزءًا من المنظومة التي تنقذ العالم، حسب الروايات الشيعية.
الرأي:
لم يتم قبول مجموعة "جند السماء" المسلحة في المجتمع السياسي الشيعي ولا حتى بين رجال الدين الشيعة، على عكس جميع الجماعات المسلحة الشيعية الأخرى، رغم أنها تحمل الأفكار العقائدية ذاتها ولديها الأهداف نفسها التي تحملها تلك الجماعات الشيعية. فمن جهتها، اتهمت الحكومة العراقية في السابق، برئاسة "نوري المالكي"، هذه الجماعة بالتطرف والإرهاب والتخطط لاستهداف المراقد المقدسة ورجال الدين الشيعة. على إثر ذلك، قامت قوات الأمن بحملة عسكرية ضدها قتلت خلالها قائدها وأكثر من 200 مسلح تابع لها، في منطقة مزارع تسمى "الزرقاء" جنوب العراق، ويبدو أن الحملة الأمنية دفعت الجماعة للعمل السري، وهو ما زاد من اعتبارها خطرًا من وجهة نظر الأطراف الشيعية.
ويمثل ظهور هذه الجماعة مجددًا وباسم مختلف تحديًا أمنيًا داخل المجتمع الشيعي، ومن المتوقع أن تتعامل الأجهزة الأمنية العراقية وباقي الجماعات المسلحة الشيعية بقدر من الحزم معها، إذ لن تسمح لها بترويج أفكارها في أوساط الشباب الشيعة، لا سيما وأن هذه الجماعة تؤمن بأنه لا وسيط بين الله وبين العباد، وهو الأمر الذي يطعن بصورة مباشرة في المراجع الدينية الشيعية ونفوذ رجال الدين.
