الجيش السوداني يجري حسابات أمنية واقتصادية معقدة ف

الجيش السوداني يجري حسابات أمنية واقتصادية معقدة في موسكو

الساعة : 13:15
1 مارس 2022
الجيش السوداني يجري حسابات أمنية واقتصادية معقدة في موسكو

الحدث:

يُجري نائب رئيس المجلس السيادي الحاكم في السودان، الجنرال "محمد حمدان دقلو" (حميدتي)، زيارة إلى موسكو منذ الـ23 من شباط/ فبراير. وتعد هذه الزيارة الأحدث في سلسلة رحلات قام بها "حميدتي" هذا العام، شملت كلًا من الإمارات وإثيوبيا وجنوب السودان. وأكد "حميدتي" خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي، "سيرجي لافروف"، أن بلاده مصممة على دفع العلاقات مع موسكو في كافة المجالات. من جهته، شدد "لافروف" على عمق العلاقات الثنائية، وقال إن بلاده مقتنعة بقدرة السودانيين على حل مشاكلهم، داعيًا إلى عدم التدخل في شؤونهم. وأعرب "لافروف" عن حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الخرطوم في مجالات الطاقة والزراعة والتعدين، مؤكدًا على استعداد الشركات الروسية لبدء الاستثمار في السودان.

الرأي:

يتعرض قادة الجيش في السودان لضغوط غربية اقتصادية منذ إجراءات قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في الـ25 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو ما يهدد من قدرتهم على تحقيق استقرار داخلي واحتواء الغضب الاقتصادي والسياسي الشعبي. ويبدو أن المجلس العسكري يأمل أن تؤدي زيارة "حميدتي" إلى انتزاع بعض الدعم من روسيا، خصوصًا إمدادات القمح كمساعدات إنسانية.

في هذا الإطار، يذكر أن "حميدتي" وقوات الدعم السريع استفادوا منذ سنوات من التعاون مع روسيا، بما في ذلك عقود استخراج المعادن ودعم الاتصالات والتعاون الأمني. وكان من اللافت تصريح "حميدتي" فور وصوله إلى موسكو الذي قال فيه إن "لروسيا الحق في الدفاع عن مواطنيها وحماية شعبها"، وهو ما فهم كدعم لروسيا في أوكرانيا، وذلك قبل أن تعلن السفارة السودانية في موسكو بأن تصريحات "دقلو" خرجت من سياقها.

يمكن لروسيا توفير بعض الحماية السياسية للمجلس العسكري على الصعيد الدولي، خاصةً في مجلس الأمن، وهو أمر يهم قادة المجلس العسكري؛ حيث يبدو واضحًا أن الجيش السوداني ليس على استعداد للتخلي عن السلطة. وسبق أن أعرب "البرهان" عن دعمه لاتفاق مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهو اتفاق لا يزال قيد المراجعة من قبل الجانب السوداني. لكن ما زال الأمر محل شك في أن يوافق السودان على هذا الاتفاق، لأنه مازال يراهن على تطبيع العلاقات مع الغرب وفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة.

ورغم أن الزيارة ذات عنوان اقتصادي واضح، إلا أن الهواجس الأمنية هي التي تدفع قادة الجيش لبحث كافة الخيارات في ظل الضغوط الغربية. وحتى الآن يبدو خيار تطوير التعاون الأمني مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" هو خيار قادة الجيش المفضل، في حين يبدو الاعتماد على روسيا أمنيًا هو البديل الأخير، والذي يعني بشكل أساسي فشل جهود التطبيع مع الغرب والعودة إلى موسكو لحماية النظام والدفاع عن بقائه.