الحدث:
نقل "الحرس الثوري الإيراني"، خلال الأيام الماضية، العشرات من عناصره من مدينة البوكمال شرق سوريا، إلى مدينة القائم العراقية القريبة من الحدود السورية. وقال صحفي من محافظة دير الزور إن "الحرس الثوري الإيراني نقل ما يقارب 150 عنصرًا من مقراته في منطقة الجمعيات ومحيط الهجانة، إلى منطقة السنجك على ضفة نهر الفرات في مدينة القائم العراقية، فيما تعتبر عملية النقل هذه الأكبر منذ مدة طويلة.
الرأي:
لم يتم الإعلان من قبل أي جهة عن أسباب نقل عناصر الحرس الثوري الإيراني من سوريا إلى العراق، لكنها تزامنت مع سحب عناصر من ريف حمص الشرقي إلى العراق أيضًا، كما تأتي مباشرة بعد زيارة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إلى موسكو والتي تم خلالها تجديد الشراكة الاستراتيجية "الإسرائيلية" الروسية، خصوصًا فيما يخص سوريا والتواجد الإيراني فيها. وبمقتضى هذه الشراكة، كثيرًا ما سمحت روسيا لـ"إسرائيل" بضرب الأهداف الإيرانية طيلة السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي استمر بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
من ناحية أخرى، كان لافتًا مؤخرًا زيارة مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إلى المركز الرباعي لتبادل المعلومات حيث التقى سفراء سوريا وإيران وروسيا، للمشاركة في المركز الرباعي لتبادل المعلومات، وبحضور الجهات الاستخبارية والأمنية للدول المشاركة في المركز. وعقب هذا الاجتماع، بحث رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مع رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، فالح الفياض، المواضيع الأمنية المشتركة، وهو ما قد يشير إلى ترتيبات منسقة بين هذه الأطراف لا تتعلق بسوريا فقط، لكن بخطط مواجهة تحركات "تنظيم الدولة" عبر الحدود.
في هذا الإطار، سنتابع خلال الأسابيع القادمة تحركات وانتشار المجموعات الموالية لإيران في سوريا، وطبيعة الدور الذي تقوم به الفصائل العراقية عبر الحدود، سواءً فيما يتعلق بالتصدي لأنشطة "داعش" أو لإعادة التموضع الإيراني في سوريا، بناءً على التفاهمات الروسية "الإسرائيلية".
