الحدث:
تزامن إعلان مدير المخابرات الايرانية بمحافظة أذربيجان الغربية في إيران ليلة الـ13 من آذار/ مارس، عن ضبط أكبر شبكة تجسس تابعة لدولة الاحتلال "الإسرائيلي" في المحافظة، مع تبني الحرس الثوري لقصف مركز "إسرائيلي" في أربيل شمالي العراق بصواريخ دقيقة، واصفًا إياه بـ"المقر الاستراتيجي لمؤامرات الكيان" وبأنه "مركز سري للموساد". هذا، فيما أفادت السلطات العراقية بأن 12 صاروخًا باليستيًا استهدفت القنصلية الأمريكية في أربيل، لكنها سقطت في محيطها وأصابت مبنى قيد الإنشاء، وهو ما أكده مسؤول أمريكي لوكالة "رويترز"، وأسفرت عن جرج شخصين بجروح طفيفة.
الرأي:
عقب اعتراف دائرة العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني في السابع من آذار/ مارس الجاري، بمقتل ضابطين إيرانيين بقصف "إسرائيلي" في سوريا والتعهد بالثأر لهما، أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان. لكن يبدو أن الرد الإيراني جاء بشكل مختلف ويحمل دلالات رمزية؛ فبحسب محللين "إسرائيليين" ومنصات إعلامية مرتبطة بمليشيات عراقية موالية لإيران، فإن الهجوم يأتي ردًا على مقتل ضابطي الحرس الثوري الإيراني في سوريا قبل أيام.
في السياق، يشير إعلان الحرس الثوري تبعية المبنى المستهدف لجهاز "الموساد" إلى نجاح استخباري من قبل السلطات الإيرانية حول طبيعة المبنى، وينفي نية استهداف القنصلية الأمريكية، خاصةً وأن واشنطن أكدت عدم تعرض أي مبنى تابع لها في أربيل لأضرار جراء القصف.
كما إن استهداف المبنى المذكور يدل على رغبة المهاجمين في تجنب إحداث خسائر بشرية تدفع الجانب الأمريكي أو "الإسرائيلي" للتصعيد، وهو نمط سبق أن نفذته طهران ردًا على مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني؛ حيث استهدفت قواعد أمريكية في العراق بقصف صاروخي مع إبلاغ السلطات العراقية قبيل القصف، ما سمح للجنود الأمريكيين للنزول للملاجئ، وبالتالي اقتصرت آثار القصف على حدوث أضرار مادية وإصابات بشرية محدودة دون إصابات جسيمة.
كما يأتي الإعلان عن ضبط شبكة تجسس لحساب الكيان "الإسرائيلي" داخل إيران يوم القصف نفسه، رغم سابقة القبض عليها منذ أكثر من شهر بحسب المسؤولين الإيرانيين، لتعزيز صورة النظام الإيراني أمام جمهوره باعتباره قادرًا على الردع والتصدي للتهديدات، وذلك في ظل الاختراقات الأمنية العديدة التي تلقاها مؤخرًا. في هذا الإطار، يُتوقع أن تتواصل العمليات الأمنية المتبادلة بين إيران ودولة الاحتلال في ظل تصادم مشروعي الدولتين.