الحدث:
أفادت تقارير دولية عن توجه نحو 600 مقاتل من فصائل تابعة للحشد الشعبي إلى أوكرانيا للمشاركة في المعركة إلى جانب القوات الروسية، وذلك عبر التوجه إلى الأراضي السورية على أن يجري نقلهم إلى أوكرانيا، فيما أشارت إذاعة "مونت كارلو" إلى أن المتطوعين سينضمون لقوات جمهوريتي دونتسيك ولوغانسك الانفصاليتين. يذكر أن الأمين العام لـ"كتائب حزب الله العراقي"، أبو حسين الحميداوي، كان قد أصدر بيانًا عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تحدث فيه عن مصلحة الأمة ومحور المقاومة في خسارة الغرب لهذه الحرب أمام الجيش الروسي وحلفائه.
وجاءت هذه الأنباء في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، أنه سيسمح للمتطوعين الراغبين في القتال بالذهاب إلى أوكرانيا، وقال إنه وافق على إرسال مقاتلين من الشرق الأوسط للقتال هناك، بينما قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن 16 ألف متطوع مستعدون للقتال في دونباس.
بالمقابل، تناقلت مواقع صحفية مقرّبة من الفصائل العراقية بيانًا منسوبًا لفصيل يدعى "أصحاب الكهف"، زعم دخول عناصر من استخبارات "الناتو" إلى العراق في التاسع من الشهر الجاري، بهدف تجنيد شباب لاستخدامهم في حرب أوكرانيا، ويجري تدريبهم في قاعدتي "عين الأسد" و"التنف"، ويعتبر غالبيتهم من السنَّة، بحجة الثأر من الروس لموقفهم الداعم للنظام السوري.
الرأي:
ليس من المستبعد أن يضغط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على النظام السوري والفصائل الموالية لإيران في سوريا والعراق لتقديم الدعم لعملياته في أوكرانيا، خصوصًا فيما يتعلق بحرب المدن نظرًا لخبرتهم بهذا النوع من القتال في العراق وسوريا، وكذلك لرغبة روسيا بعدم سقوط مزيد من القتلى الروس في الحرب، ما يؤثر بشدة على الدعم الشعبي للحرب ولـ"بوتين" نفسه داخل روسيا. وقد سبق لروسيا أن تعاملت مع هذه المليشيات في سوريا حينما كانت توفر لها الدعم الجوي، بينما أخذت تلك المليشيات على عاتقها القتال في شوارع المدن السورية.
ورغم الغضب الإيراني تجاه تفاهمات روسيا "وإسرائيل" في سوريا، إلا أن الفصائل الولائية المنضوية تحت "الحشد الشعبي" لا شك تشعر بقلق شديد من الحرب الأوكرانية الروسية ومن نتائجها، لا سيما في حال فشل الجيش الروسي وخرجت موسكو مهزومة أمام الغرب؛ وذلك لأن روسيا ورغم الخلافات مع إيران، إلا أنها تُعتبر الدولة الكبرى الأكثر دعمًا لمواقف طهران ومحورها في المنطقة، وبالتالي فإن إضعاف روسيا على المستوى الدولي، قد ينعكس على المحور الإيراني، بل قد يضع تحديات أمام قدرات روسيا مستقبلًا على بقائها فاعلًا في ملفات المنطقة.
من جهة أخرى، فإن الإعلان الرسمي الروسي عن فتح المجال لاستقبال "متطوعين" من الشرق الأوسط يعني أن تنفيذ هذه الخطوة يجري بالفعل، وليست مجرد تكهنات. وإضافةً إلى مشاركة محتملة لمجموعات من قوات النظام السوري، ستكون فصائل "الحشد الشعبي" في العراق والفصائل الشيعية الأجنبية في سوريا، خاصةً لواء "فاطميون" الأفغاني، هي المجموعات المتوقع أن تمثل قوام هذه القوات. يذكر أن "لواء فاطميون" بات يمثل عبئًا على النظام السوري مستقبلًا، نظرًا لصعوبة رجوعه إلى أفغانستان بعد أن سيطرت حركة "طالبان" على البلاد.