الحدث:
تعرضت مواقع إلكترونية حكومية "إسرائيلية" ذات النطاق "GOV.IL"، لأكبر هجوم إلكتروني تتعرض له "إسرائيل"، مثل: مواقع وزارات الداخلية والصحة والعدل والرعاية الاجتماعية ومكتب رئيس الوزراء، لهجوم إلكتروني واسع عرقل وصول المستخدمين لها لبعض الوقت. فيما تبنت قناة "الحرس الثوري" الإيراني الهجوم عبر قناتها على تطبيق "تليجرام".
الرأي:
يُعد الهجوم هو الأوسع بين الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد أهداف "إسرائيلية"، ما دفع المديرية الإلكترونية الوطنية في "إسرائيل" لإعلان حالة الطوارئ لدراسة حجم الضرر والتحقق من سلامة المواقع الاستراتيجية والبنية التحتية الحكومية، مثل شركات الكهرباء والمياه. كما اجتمع وزير الاتصالات "يوعاز هندل" مع خدمات الطوارئ في وزارته لبحث نطاق الهجوم.
ويُشير الهجوم إلى أن إيران تنفذ حاليًا هجومًا متعدد المسارات ضد أهداف "إسرائيلية" في داخل وخارج الأراضي المحتلة؛ لأنه ياتي في اليوم التالي لتبني "الحرس الثوري" قصف مقر "للموساد" في أربيل شمال العراق بصواريخ بالستية، بالتزامن مع الإعلان عن ضبط شبكة تجسس تتبع "إسرائيل" في محافظة أذربيجان الإيرانية، وشبكة أخرى حاولت الوصول إلى أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو النووية".
التبني الرسمي الإيراني للهجمات المتعددة، يشير إلى نوع من التحدي لـ"تل أبيب"، ويوصل رسالة بأن القصف "الإسرائيلي" قرب دمشق في 7 مارس/أذار والذي أسفر عن مقتل ضابطين إيرانيين أو قصف معسكر كرمنشاه التابع "للحرس الثوري" غرب إيران في فبراير/شباط الماضي بمسيرات "إسرائيلية"، سيجابه برد إيراني مباشر، وهو ما يعزز من صورة إيران وقدرتها على الردع أمام الداخل الإيراني والحلفاء الإقليميين بعد تلقيها لعدة ضربات موجعة دون رد كاف.
وتأتي الهجمات الإيرانية في ظل تصاعد وتيرة التعاون الأمني "الإسرائيلي" الخليجي مؤخرًا، والذي وصل مستوى بحث تأسيس نظام دفاع مشترك ضد الطائرات المسيرة الإيرانية، وتعيين ضابط اتصال "إسرائيلي" دائم في البحرين على بعد خطوات من الحدود الإيرانية، وهو ما دفع طهران لإيصال تحذيرات عملية بأنها ستستهدف الأنشطة المعادية لها بغض النظر عن مكان تواجدها. ولعل هذا التطور هو الدافع وراء زيارات المسؤولين "الإسرائيليين" الأمنيين والعسكريين المكثفة إلى واشنطن، فخلال الأسبوع الأخير توجه نائب رئيس أركان "الجيش الإسرائيلي" الجنرال "هرتسلي هاليفي" إلى واشنطن لينضم إلى قائد شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء "أهارون حاليفا" الموجود هناك منذ عدة أيام، فيما زار رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، واشنطن أيضًا للغاية نفسها.