الحدث:
أكدت عدة مصادر من بنغازي، أن مسلحين موالين للقائد العسكري "خليفة حفتر "، طوقوا مقر ديوان حكومة الوحدة الوطنية صباح الأربعاء 16 مارس/أذار، وطردوا جميع الموظفين قبل تسليمها لـ"علي القطراني" نائب رئيس الحكومة المكلف من البرلمان "فتحي باشاغا". وفي السياق، اعتبرت قناة الحدث، التي يملكها نجل "حفتر"، أن الحادث كان بمثابة تسليم سلمي للسلطة بين مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية والحكومة الجديدة.
الرأي:
رغم تأكيد رئيس الوزراء المكلف من البرلمان "فتحي باشاغا" على ضرورة تجنب استخدام القوة وإشادته بانضباط القوات التابعة له، إلا أنه لجأ في تحركه الأخير لقوات "حفتر" للسيطرة على مقر حكومة الوحدة الوطنية في بنغازي. وفي المقابل لم يبد رئيس الوزراء "عبد الحميد دبيبة" والقوى الموالية له أي رد فعل تجاه هذه الخطوة، فيما صرح السفير الأمريكي "ريتشارد نورلاند" أنه حث "دبيبة" في لقائهما الأخير على حلحلة الوضع الحالي دون اللجوء للعنف، كما دعاه لفتح المجال الجوي المدني الذي أغلقته القوى الموالية له كإجراء أمني احترازي.
وفي حين يخيم الهدوء على المشهد الأمني بعد فشل محاولة "باشاغا" لدخول طرابلس، إلا أن تحالف "باشاغا" – "حفتر" يستغل الانشغال الدولي عن أنشطته للمضي في محاولة تقويض نفوذ حكومة الوحدة الوطنية، لكن خيارات "باشاغا" تبدو محدودة، ومازالت احتمالات التصعيد الواسع غير مرجحة.
بالتوازي مع الاستقرار الأمني النسبي، يشهد المشهد السياسي مبادرات تهدف للوصول لتسوية، حيث تسعى حكومة الوحدة الوطنية لاحتواء الأزمة الحالية عبر خطوات عملية تؤكد التزامها بالتجهيز للانتخابات، في حين تدفع المبعوثة الأممية "ستيفاني وليامز" لإنجاز قاعدة دستورية للانتخابات، يعدها المجلس الأعلى للدولة والبرلمان.