الحدث:
أصدرت وزارة الدفاع الأوكرانية بيانًا رسميًا في الـ 20 من آذار/ مارس الجاري يفيد بأن القائد العسكري الليبي، خليفة حفتر، اتفق مع موسكو على إرسال مقاتلين ليبيين للقتال إلى الجبهة الأوكرانية. وأضافت الوزارة أن مجموعة "فاغنر" الروسية ستتولى عملية نقل المقاتلين المستأجرين بطائرات تابعة لوزارة الدفاع الروسية، في حين نفت السفارة الليبية في كيييف في الـ15 من الشهر ذاته، تقارير سابقة عن تجنيد مرتزقة من ليبيا للقتال مع روسيا.
الرأي:
تشير تقارير استقصائية وأخبار ليبية محلية إلى وجود حركة نقل جوي إلى خارج البلاد لقوات "فاغنر" الروسية في ليبيا، لكن المعلومات المتوفرة عبر الاستقصاء والتحليل لا تفيد حتى الآن بنقل مواطنين ليبيين، وإنما مقاتلين سوريين تابعين لمجموعة "فاغنر" متمركزين شرق ليبيا.
ويشير تحقيق مؤسسة "SJT" السورية في القضية، بأن مجموعة "فاغنر" في ليبيا بدأت إرسال مجندين سوريين قاتلوا معها في ليبيا إلى الجبهة الأوكرانية. ويبني التقرير تحقيقه على شهادات لمقاتلين سوريين كُلفوا بحراسة المنشآت النفطية الليبية، وتتبع حركة المقاتلين من بنغازي إلى دمشق إلى روسيا ثم أخيرا إلى أوكرانيا.
لكن رغم وجود عوامل مساعدة على تجنيد مقاتلين ليبيين، مثل تفشي البطالة والفقر واعتماد شرائح متزايدة على اقتصاد الحرب كحل لأزمات البلاد الاقتصادية، إلا أن "حفتر" يشكو من تناقص أعداد المقاتلين خصوصًا بعد فشل هجومه على طرابلس، وتصاعد حدة الخلافات مع بعض قبائل المنطقة الشرقية. كما أنه استعان في هجومه الأخير على العاصمة بآلاف المرتزقة من مختلف الجنسيات، من تشاد والسودان وروسيا وسوريا، وهي دلالة واضحة على وجود مشكلة في الموارد البشرية والخبرات القتالية في صفوف قواته.
بالمقابل، وفي ظل استمرار الانقسام السياسي، واعتماد "حفتر" على القوة العسكرية لفرض نفسه في المشهد السياسي، من غير المرجح أن يخاطر بالاستغناء عن جزء من قواته، فهو في أمسّ الحاجة للعنصر البشري لتأمين وجوده في المشهد، واستعدادًا لأي مواجهة عسكرية قادمة خصوصًا في ظل انشغال "فاغنر" بأوكرانيا وجبهات أفريقية أخرى.
أخيرًا، يعتمد "حفتر" على كتائب مسلحة مثل "الكتيبة 106" و"كتيبة طارق بن زياد" و"الكتيبة 210"، وهي كتائب عسكرية تتلقى تدريبات وتملك معظم السلاح الثقيل أو كله، لذى إذا كانت هناك احتمال لحدوث تجنيد فربما يحدث في القوى الهامشية الأخرى، من التشكيلات القبلية والتشكيلات الأخرى الساخطة، التي قد يرغب "حفتر" في التخلص منها.