احتدام التصعيد بين الحوثي والسعودية

احتدام التصعيد بين الحوثي والسعودية

الساعة : 12:15
28 مارس 2022
احتدام التصعيد بين الحوثي والسعودية

الحدث:

أعلن الحوثيون، يوم السبت الـ26 من آذار/ مارس، هدنة أحادية لمدة ثلاثة أيام تبدأ السادسة مساء الأحد، وتشمل تعليق الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار وجميع الأعمال العسكرية. وأكدت الجماعة استعدادها لتحويل هذا الإعلان إلى إعلان نهائي ودائم حال التزام السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها. وجاء ذلك الإعلان بعد يوم من واحد من أعنف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الحوثية، استهدفت 16 هدفًا، أصاب أحدها وحدة "مصنع السوائب الشمالية" في جدة التابعة لشركة "أرامكو"، ما تسبب في حريق كبير. هذا، بينما اعترضت الدفاعات الجوية السعودية طائرتين بدون طيار تم إطلاقهما في جيزان، وطائرتين أخريين تم إطلاقهما في نجران، فيما أشارت تقارير إلى اندلاع حريق في محطة لتوزيع الكهرباء في صامطة بجيزان، كما أصيب موقع لشركة المياه الوطنية بقذيفة في ظهران الجنوب.

في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي في "إسرائيل" مع نظيره، يائير لابيد، أن طهران تقف وراء الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي ضد السعودية والإمارات خلال الفترات الماضية، واستهدفت منشآت نفطية وسكنية.

الرأي:

لا يمكن فصل  التصعيد الحوثي المتواصل عن مجمل المشهد الإقليمي المحتدم، على وقع قرب التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، إضافةً لتأثيرات الحرب الأوكرانية التي أضافت مزيدًا من التعقيد لسياسات المنطقة. فمن ناحية، تساوم كل السعودية والإمارات الولايات المتحدة بمسألة ضخ مزيد من النفط في السوق لاحتواء ارتفاع الأسعار، مقابل مطالبتهما واشنطن باتخاذ موقف حازم تجاه إيران والحوثيين، يتمثل في إعادة إدراج الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية، وطلبهما ربط رفع العقوبات عن إيران بتقديمها تعهدات أمنية إقليمية، وهو ما رفضته إيران حتى الآن.

في هذا الإطار، يدخل التصعيد الحوثي ضمن استراتيجية تفاوضية واسعة، تخوضها إيران مع الولايات المتحدة والسعودية على حد سواء. ويسعى الحوثيين ومن ورائهم إيران من خلال هذا التصعيد إلى وضع السعودية تحت الضغط الأقصى لخوض التفاوض من موقع ضعف، وربما تراهن إيران كذلك على أن هذا الضغط سيزيد من مطالب السعودية تجاه إدارة "بايدن"، ومن ثم يزيد من توتر العلاقات السعودية الأمريكية، الذي قد يمثل فرصة لإيران نفسها في حال رفع العقوبات؛ باعتبار أن عودة نفط إيران للسوق الدولية يمثل مصلحة أمريكية وغربية، طالما أن مسار المواجهة الغربية مع روسيا بات من المرجح أن يطول.