اضطراب أمني بمقر قيادة "حفتر" على وقع تنافس داخلي

اضطراب أمني بمقر قيادة "حفتر" على وقع تنافس داخلي

الساعة : 16:15
31 مارس 2022
اضطراب أمني بمقر قيادة

الحدث:

أعلنت مديرية أمن المرج عن خطة انتشار أمني مكثف في الـ29 من آذار/مارس، "لضبط الأمن بالشارع العام والخارجين عن القانون في المدينة وضواحيها"، على حد تعبيرها. يأتي هذا الانتشار الطارئ لقوات مديرية الأمن ورئاسة الأركان العامة عقب إصدار "خالد" نجل الجنرال "خليفة حفتر" أوامر بالقبض على "عبد الفتاح الناظوري"، ابن رئيس أركان قوات "حفتر"، عبد الرزاق الناظوري.

الرأي:

ميدانيًا أرسل كل من "خالد" و"صدام"، نجلي "حفتر"، ما يقدر بخمسين آلية عسكرية تابعة للكتيبة 106 إلى مدينة المرج، مقر القيادة العامة لقوات "حفتر"، بينما اتخذ "عبد الفتاح الناظوري" إجراءات أمنية للمقاومة، عبر نشر قوات تابعة لرئاسة الأركان (الكتيبة 115) ومديرية الأمن.

تأتي هذه الأحداث تزامنًا مع زيارة "حفتر" إلى القاهرة بصحبة كل من "عقيلة صالح" و"فتحي باشاغا"، لبحث حل لأزمتهم السياسة بعد فشل دخول حكومتهم طرابلس. وفي حين يواجه "حفتر" عدة أزمات على الصعيد المالي والسياسي، تبدو أزمة تشظي وتآكل معسكره من الداخل هي الأخطر على وجوده في المشهد.

في هذا السياق، يشهد معسكر الكرامة تشظيًا مستمرًا منذ عام 2017، ما ساهم في تغيير موازين القوى على الأرض عقب انتهاء معركتي بنغازي ودرنة؛ حيث يستمر أبناء "حفتر" في زيادة مساحة نفوذ كتائبهم المسلحة والشخصيات المقربة منهم، على حساب القوى القبلية والكتائب العسكرية الأخرى التي كانت عنصرًا فاعلًا ومهمًا في الحرب.

ويأتي هذا التوسع في الهيمنة على حساب تماسك معسكر "حفتر" من الداخل؛ إذ تشهد المنطقة الشرقية سخطًا متزايدًا على تغول أبناء "حفتر" والقوى التابعة لهم في مرحلة ما بعد الحرب. كما ساهم فشل معركة طرابلس والجفاف المالي الذي تعاني منه المنطقة الشرقية، في تنمية الإحساس العام بحجم الأزمة التي يواجهها معسكر الكرامة.