طهران تفاوض أنقرة لتسلم ألفي سجين إيراني في تركيا

طهران تفاوض أنقرة لتسلم ألفي سجين إيراني في تركيا

الساعة : 14:30
5 أبريل 2022
طهران تفاوض أنقرة لتسلم ألفي سجين إيراني في تركيا

الحدث:

أعلن "كاظم غريب آبادي"، مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية وأمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية، عن محادثات تجري مع المسؤولين الأتراك لنقل السجناء الإيرانيين في تركيا إلى إيران. وأضاف "آبادي" أن عدد السجناء الإيرانيين في الخارج يبلغ نحو 3800 سجينًا، منهم ألفان في تركيا أغلبهم موقوفون بتهم تجارة المخدرات.

الرأي:

يُزرع 90% من الأفيون على مستوى العالم في أفغانستان، وبحسب التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات ومنع الجريمة، توجد أربعة خطوط رئيسية لنقل الهيروين والحشيش من أفغانستان إلى أوروبا، من أبرزها الطريق الذي يعبر إيران وتركيا والبلقان؛ حيث يمر به 40% من المخدرات المصدرة. ويتميز هذا الطريق بأنه ممر طبيعي بين أفغانستان وشرق أوروبا، حيث ينخفض به معدل المخاطرة في نقل المخدرات بفعل صعوبة ضبط الحدود، لاتساعها وكثرة ممرات التهريب خلالها.

وفيما تمر 30% من المخدرات المصدرة عبر باكستان والمحيط الهندي إلى شرق آسيا، يحوز طريق الشمال عبر طاجيكستان على حصة 15%، فيما كانت تُنقل الحصة الباقية عبر مطارات أفغانستان قبل سيطرة "طالبان" على الحكم العام الماضي. وبالتالي يلعب المهربون الإيرانيون دورًا محوريًا في شبكات الاتجار الدولية بالمخدرات، ويمثل نشاطهم في تركيا أهمية في عمليات التهريب، ولذا فإنهم يمثلون الشريحة الأكبر من السجناء الإيرانيين لدى أنقرة.

إضافةً إلى ذلك، تتعاون أجهزة الأمن التركية والإيرانية في ملف تبادل الناشطين الأكراد ذوي النزعة الانفصالية؛ ففي شباط/ فبراير الماضي سلمت أنقرة إلى طهران الناشط الكردي الإيراني، سعيد ميرزائي، المقيم في تركيا منذ أربع سنوات، بينما سلمت طهران بالمقابل إلى أنقرة الناشط الكردي التركي الكردي، سنور طامارا، الذي كان يقضي عقوبة بالحبس في سجن "أرومية" شمال غرب إيران.

لكن الملف الأكثر حساسية فيما يخص السجناء الإيرانيين في تركيا هو ملف الموقوفين من عناصر الشبكات الإيرانية، العاملة في اختطاف وتصفية المعارضين الإيرانيين؛ فعلى سبيل المثال أُلقي القبض خلال العام الحالي على شبكة إيرانية تتكون من 17 شخصًا (إيرانيين وأتراك)، بتهمة التخطيط لاختطاف معارض إيراني من تركيا. وسبق لتلك الشبكة أن اختطفت من مدينة دنيزلي التركية العقيد السابق بالجيش الإيراني، يعقوب حافظ، وهربته لطهران عام 2020. وفي شباط/ فبراير الماضي كذلك أُلقي القبض على خلية تابعة لطهران تتكون من ثمانية أشخاص، خططوا لاغتيال رجل الأعمال "الإسرائيلي" المقيم بتركيا، يائير جيلر.

ومن المرجح ألا يتم تسليم الإيرانيين المتورطين في عمليات اختطاف واغتيال إلا بمقابل كبير؛ حيث إن تسليمهم إلى طهران يعني تشجيعها على تكرار تلك النوعية من الأعمال، التي تتجاوز نطاق الجرائم الفردية أو حتى أنشطة عصابات الجريمة المنظمة، وتتعلق بشكل أكبر بالعلاقات الأمنية والسياسية بين الدولتين.