الحدث:
أطلق الجيش التركي عملية عسكرية واسعة جوًا وبرًا تحت اسم "المخلب القفل"، ضد ما قال إنها أهداف لتنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في مناطق متينا وزاب وأفشين – باس شمال العراق. وأشرف على إطلاق العملية وزير الدفاع، خلوصي أكار، ورئيس الأركان، يشار غولر، من مقر قيادة القوات الجوية في العاصمة أنقرة. وأوضحت بيانات متتابعة للجيش التركي تنفيذ ضربات جوية متلاحقة بواسطة طائرات حربية وأخرى مسيّرة، وضربات مدفعية، قبل أن تبدأ مروحيات نقل عسكرية نقل وحدات من الكوماندوز إلى عمق الأراضي العراقية. وقال وزير الدفاع التركي إن "تركيا تنفذ هذه العمليات بشكل يحترم سيادة العراق الصديق والشقيق ووحدة أراضيه"، موضحًا أن "الجيش التركي سيطر على الأهداف المخطط لها في المرحلة الأولى"، كما أعلن عن إصابة أربعة جنود أتراك في العملية، التي لم يعلن عدد الجنود المشاركين فيها أو سقفها الزمني.
الرأي:
يأتي إطلاق العملية عقب يومين فقط من لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، في إسطنبول، حيث بحثا توسيع التعاون ودعم الاستقرار والأمن شمال العراق. وهو ما يجعل من المرجّح إبلاغ الأول للأخير بخطة العملية العسكرية، أو بالحد الأدنى التفاهم حول الحدود العامة لها. ويظهر مشاركة قوات جوية "مقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار"، إضافةً للقوات الخاصة التي تتقدم من البر، إلى دور جهاز الاستخبارات التركية في تجهيز بنك أهداف للعملية، حول مواقع التنظيم في عمق الأراضي العراقية.
وتأتي العملية العسكرية التركية استكمالًا للعمليات السابقة، التي شنها الجيش التركي ضد التنظيم داخل الأراضي التركية وخارجها لتجفيف منابعه، وقطع الطريق أمام فرص إعادة ترميم صفوفه عقب الضربات القاسية التي تلقاها طوال السنوات الأخيرة. ورغم أن هذه العمليات تكون دائمًا محل انتقاد من قوى سياسية عراقية ودول عربية، لكن نتائجها المتمثلة في الانخفاض الحاد في هجمات "حزب العمال الكردستاني" ضد أهداف داخل تركيا ترجّح أن تواصل أنقرة القيام بها بين الحين والآخر.