الحدث:
شهدت مدينة عدن توافد عدد كبير من قيادة الحكومة الشرعية ومسؤولي الدولة إلى العاصمة المؤقتة، هو الأول منذ انتقال السلطة إلى "مجلس القيادة الرئاسي"، والأضخم منذ غادر الرئيس "عبدربه منصور هادي" اليمن مطلع العام 2015. حيث وصل رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ورئيسا مجلسي النواب والشورى، إضافة لرئيس مجلس الوزراء وأعضاء حكومته وعدد كبير من المسؤولين والبرلمانيين والعسكريين إلى مدينة عدن لاستئناف عمل مؤسسات الدولة منها بموجب المشاورات التي جرت في السعودية مؤخرًا. كما وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، "هانس غروندبرغ"، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، لحضور مراسيم أداء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية أمام البرلمان، والتي عقدت الثلاثاء 19 أبريل/نيسان.
الرأي:
رغم التحديات الكامنة أمام تحقيق أي تغيير جذري، إلا أن معسكر الشرعية في اليمن تجاوز حالة الجمود السياسي التي خيمت عليه خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويعكس هذا المشهد في عدن توافقا غير مسبوق في الحالة اليمنية التي خيم عليها الانقسام الداخلي. يعزز هذا من احتمالات الهدوء الأمني في الأراضي الخاضعة للحكومة الشرعية وتراجع مظاهر الاقتتال الداخلي بين مكونات الشرعية. كما يوفر لمجلس القيادة حالة الوحدة اللازمة لبدء حوار حقيقي مع جماعة الحوثي للتوصل إلى صيغة توافقية تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.
لكنّ هذا التوافق الداخلي مازال محل اختبار، ويتوقف استمراره وتطوره على كيفية التعاطي مع ملفات معقدة كبناء جيش موحد، أو على الأقل وجود قيادة مشتركة للقوات الموالية للشرعية، وكذلك تطبيع الحياة في المناطق المحررة. وفي هذا الإطار أيضا، فإن جلب الاستقرار والهدوء يتطلب من المجلس الجديد تحقيق تقدم ملموس في الملفين الأمني والاقتصادي.