الحدث:
تعرضت سيارة قائد لواء سلمان الفارسي التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد "حسين الماسي"، لإطلاق نار بمدينة زهدان عاصمة محافظة (سيستان وبلوشستان) جنوب شرق إيران في 22 أبريل/نيسان الجاري، مما أدى إلى مقتل حارسه الشخصي الضابط "محمود آبسالان"، نجل "برويز آبسالان" نائب قائد لواء سلمان الفارسي، فيما اُعتقل 4 من المهاجمين، لم تكشف أجهزة الأمن الإيرانية بعد عن هويتهم.
الرأي:
تزامن الإعلان عن محاولة اغتيال العميد "حسين الماسي" مع إعلان وكالة فارس عن تعرض مخفر للشرطة في منطقة" قلعة بيد" بمدينة زاهدان لإطلاق نار الساعة 11.15 مساء يوم 21 أبريل/نيسان، وهو ما جعل بعض وسائل الإعلام تشير إلى أن الحادثين هما في الحقيقة حادث واحد، حيث اُستهدفت سيارة العميد "الماسي" خلال مروره بنقطة التفتيش المذكورة.
الهجوم ليس الأول من نوعه في تلك المنطقة التي تتميز بانتماء 85% من سكانها، البالغ عددهم أكثر من 3 مليون نسمة، للعرقية البلوشية والمذهب السني. تعرض إقليم بلوشستان للتجزئة منذ الاحتلال البريطاني للهند، ويتوزع حاليا على كل من إيران وباكستان وأفغانستان. وتشهد مناطق البلوش في إيران تمردا مسلحا منذ عام 2002 يرفع شعارات استعادة حقوق البلوش والمسلمين السنة في إيران. وتنخرط في هذا التمرد جماعات من أبرزها تنظيم "جند الله" الذي أُعدم زعيمه "عبد الملك ريجي" عام 2010، و"جيش العدل" الذي تأسس من رحم تنظيم "جند الله" وشن عدة هجمات دموية من أبرزها قتل 14 من أفراد حرس الحدود الإيرانيين عام 2013، وتفجير حافلة تابعة للحرس الثوري في عام 2019 مما أسفر عن مقتل 27 من ركابها. وتتهم إيران باكستان بإيواء عناصر بلوشية مسلحة على أراضيها، وهو ما تنفيه إسلام أباد، فيما تصنف وزارة الخارجية الأمريكية كلا التنظيمين كجماعات إرهابية.
ويتوقع وقوف إحدى الجماعات البلوشية المسلحة خلف الهجوم على سيارة العميد "الماسي"؛ حيث يتشابه الهجوم مع نمط الهجمات التي تستهدف قيادات وكوادر الحرس الثوري ورجال القضاء في بلوشستان. وتخشى إيران من أن تجد الجماعات البلوشية في أفغانستان، بعد سيطرة حركة طالبان، قاعدة خلفية للتدريب والتجهيز اللوجيستي والانطلاق منها لتنفيذ هجمات داخل إيران مما قد يزيد من وتيرة الهجمات المسلحة في المحافظة.
