جولة خامسة للحوار السعودي الإيراني وسط مؤشرات تهدئ

جولة خامسة للحوار السعودي الإيراني وسط مؤشرات تهدئة أمنية

الساعة : 15:30
25 أبريل 2022
جولة خامسة للحوار السعودي الإيراني وسط مؤشرات تهدئة أمنية

الحدث:

عُقدت في العاصمة العراقية بغداد، يوم الخميس الماضي، الجولة الخامسة للمفاوضات بين السعودية وإيران، بجهود وساطة عراقية وعمانية. وبحسب تصريح للخارجية الإيرانية، الاثنين 25 أبريل/نيسان، فإن المحادثات "كانت جادة وإيجابية". فيما كشف موقع "نور نيوز" الإيراني، شبه الرسمي، أن رئيس الوزراء العراقي، "مصطفى الكاظمي"، حضر بنفسه جانبا من الجلسة. وأكد وزير الخارجية العراقي أن اللقاء كان أمنيا بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين. ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورة للقاء جمعت كلا من معاون الشؤون الدولية والسياسة الخارجية في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "سعيد ايرواني"، ورئيس الاستخبارات السعودية "خالد الحميدان"، بالإضافة إلى رئيس الوزراء العراقي.

الرأي:

منذ عقد الجولة الرابعة في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، تعطل عقد هذه الجولة نتيجة تحفظ إيراني بعد أن نفذت السعودية أحكاما بإعدام عشرات من مواطنيها بينهم مواطنين شيعة في مارس/أذار الماضي. ويعكس استمرار المحادثات على المستوى الأمني، دون ترقيتها للحوار السياسي، أن الشواغل السعودية الأساسية مازالت هي محل النقاش مع الجانب الإيراني، خاصة ملف الحرب في اليمن، والتدخل الإيراني المفترض في الشأن السعودي الداخلي.

لكنّ الجولة الحالية تعقد في أجواء أكثر إيجابية؛ حيث تتزامن مع هدنة نادرة في اليمن برعاية أممية لمدة شهرين، بدأت في 2 أبريل/نيسان، وتشمل للمرة الأولى منذ نحو 7 سنوات عموم اليمن وتسمح بدخول واردات الوقود إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وبعض الرحلات الجوية من مطار صنعاء. كما أعلنت سلطنة عمان أمس الأحد، أنها سهلت بالتنسيق مع السعودية نقل 14 أجنبيا من المتحفظ عليهم في اليمن، إلى مسقط بعد موافقة الحوثيين الإفراج عنهم.

يضاف إلى هذه المؤشرات، ضغوط السعودية على الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" والتي أسفرت عن نقله صلاحياته إلى مجلس رئاسة جديد، في خطوة اعتبرت ضرورية لبدء تفاوض شامل مع الحوثيين. ويمثل إضافة الملف اليمني لطاولة التفاوض السعودي الإيراني تقدما، من المرجح أنه نتج عن اللقاءات الأمنية التي عقدت في مسقط قبل جلسة الحوار الخامسة، والتي من المتوقع أن تتواصل لاحقا لمناقشة المزيد من التفاصيل. ومع التأكيد على أن مسار التفاوض مازال طويلا وشاقا، إلا أن الجانبين معنيان باحتواء التوترات والمحافظة على التهدئة الراهنة.