الكشف عن دور إيراني في استهداف الجيش التركي شمال ا

الكشف عن دور إيراني في استهداف الجيش التركي شمال العراق

الساعة : 14:00
9 مايو 2022
الكشف عن دور إيراني في استهداف الجيش التركي شمال العراق

الحدث

نشرت وزارة الدفاع الأمريكية في 4 مايو/أيار الجاري تقرير المفتش العام للبنتاغون بخصوص مستجدات عملية "العزم الصلب" التي تتضمن أنشطة الجيش الأمريكي في العراق وسوريا خلال الربع الأول من عام 2022. وكشف التقرير عن تنسيق بين الفصائل العراقية الموالية لإيران مع حزب العمال الكردستاني في شن هجمات صاروخية ضد القوات التركية المنتشرة في العراق وسوريا. وتزامن نشر التقرير مع تسريب صوتي لـ"مهدي طائب" رئيس "مقر عمار" للحروب الاستراتيجية الناعمة التابعة للحرس الثوري الإيراني وشقيق رئيس استخبارات الحرس "حسين طائب" يقر خلاله بضلوع طهران في استهداف القواعد العسكرية التركية شمال العراق.

الرأي

رغم التعاون الاقتصادي الواسع بين إيران وتركيا، واعتماد أنقرة على طهران كثاني أكبر مورد للغاز إلى تركيا إلا أن التنافس التركي الإيراني على المستوى الإقليمي أخذ في التصاعد، وينعكس في تزايد تباين المصالح الأمنية بين البلدين. فإيران تدعم نظام الأسد في سوريا بينما تركيا تتواجد ميدانيا في عدة مناطق بسوريا يسيطر عليها معارضو الأسد، وفيما تدعم إيران فصائل شيعية عراقية تندرج ضمن تحالف "الإطار التنسيقي"، تدعم تركيا بعض حلفاء "مقتدى الصدر" من الأكراد والسنة مثل رئيس البرلمان "محمد الحلبوسي" وحليفه "خميس الخنجر". وفي شهر أبريل/نيسان الماضي عقد الرئيس التركي "أردوغان" اجتماعا مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق "مسرور بارزاني"، أعقبه شن الجيش التركي حملة عسكرية في شمال العراق بعنوان "المخلب القفل" لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وفي ظل تلك الأجواء تتقاطع مصالح المليشيات العراقية الموالية لإيران والمنخرطة ضمن الحشد الشعبي مثل مليشيا عصائب أهل الحق بقيادة "قيس الخزعلي" مع حزب العمال الكردستاني، إذ يعملان معا على تقويض التواجد التركي شمال العراق، وتروج المليشيات العراقية لهذا للتأكيد على أنها جماعات وطنية تدافع عن وحدة العراق وسيادته على أراضيه. فيما تسعى المليشيات الموالية لإيران لترهيب الحكومة الكردية الحليفة لتركيا ودفعها للتراجع عن دعم "مقتدى الصدر" عبر حرق مقرات حزب البرزاني في بغداد.

ومع تطبيع العلاقات التركية السعودية والحديث عن إمداد أنقرة للرياض بطائرات بيرقدار لاستخدامها في حرب اليمن، فضلا عن تحسن العلاقات التركية الإسرائيلية، ستصبح إيران أكثر حساسية تجاه الأنشطة التركية في المحيط الإقليمي، وبالتالي من المرجح أن تتصاعد الجهود الإيرانية المضادة للعمليات الأمنية التركية في العراق والتي ترى فيها طهران تهديدا لمصالحها، فضلا عن استمرار المواجهة غير المباشرة في سوريا.