الحدث:
استهدفت "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للمعارضة السورية، بصاروخ موجه، حافلة عسكرية تابعة لقوات لجان الدفاع الشعبية، وهي مجموعة شيعية في منطقتي نبل والزهراء. وأسفر الهجوم عن مقتل 12 عنصرًا وإصابة 1٤ آخرين، بينهم عناصر من "حزب الله" اللبناني كانوا معهم في الحافلة، في منطقة عنجارة بريف حلب الغربي. في الوقت نفسه، أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام مقتل 15 عنصرًا من قوات النظام وإصابة نحو 20 آخرين، نتيجة استهداف شاحنة مبيت لعناصر النظام بواسطة صاروخ كورنيت أطلقته حركة "أحرار الشام".
الرأي:
جاء الاستهداف، يوم الجمعة الماضية، بعد يوم من تصعيد قوات النظام وقوات "قسد" واستهدافهم بقذائف المدفعية والصواريخ عدّة مناطق في ريفي حلب الشمالي والغربي، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، تزامنًا مع استمرار الغارات الجوية التي تشنها القوات الروسية على ريف إدلب الجنوبي. ولحق هذا الاستهداف عدّة غارات جوية روسية استهدفت مقرًا لفرقة "السلطان مراد" التابعة للجيش الوطني في منطقة كفر جنة شمال عفرين، التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية.
ورغم أن المناوشات بين الأطراف لا تمثل تطورًا جديدًا، إلا أن هذا التصعيد يأتي بعد فترة هدوء في المنطقة تزامنت مع الحرب الروسية الأوكرانية. كما إن القصف استهدف مناطق ليس من المعتاد تعرضها للقصف الروسي.
وتبدو كل هذه التحركات ضمن عمليات جس نبض واختبار ردّات الفعل بين جميع الأطراف؛ فليس مفاجئًا أن تركيا قد تسعى لتعزيز نقاط سيطرتها، مستفيدةً من الانشغال الروسي وعمليات نقل المقاتلين السوريين إلى أوكرانيا. بالمقابل، ترسل روسيا رسائل مفادها أن انشغالهم في أوكرانيا لن يتبعه تهاون موسكو في الدفاع عن توازن القوى القائم في الملف السوري. لكنّ الحسابات العامة لكل من روسيا وتركيا ترجّح أن الشمال السوري سيظل عمومًا في حالة الهدوء الراهنة، لأن تجدد العمليات العسكرية لا يخدم مصالح أي من الطرفين. ولا يمنع هذا من استمرار العمليات التركية الأمنية ضد قيادات وعناصر "قسد"، واستمرار المناوشات المحدودة بين الأطراف.