الحدث:
حذر العاهل الأردني، عبد الله الثاني، من أن تملأ إيران ووكلاؤها الفراغ الذي ستتركه روسيا في الجنوب السوري، وما قد ينتج عنه من تصعيد لمشكلات محتملة على حدود بلاده. وفي مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج "معهد هوفر" التابع لجامعة ستانفورد الأمريكية، قال إن الوجود الروسي في الجنوب السوري كان مصدر تهدئة، وهذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، محذرًا من تصعيد عسكري محتمل على الشريط الحدودي. وشدد على أن "الأردنيين والأمريكيين يقفون جنبًا إلى جنب في مواجهة الصراعات المختلفة".
الرأي:
أعادت تحذيرات الملك عن هشاشة الحالة الأمنية على الحدود بين الأردن وسوريا، المخاوف الأمنية لصدارة العلاقة بين دمشق وعمان، بعد فترة تقدمت فيها أحاديث التعاون الاقتصادي بصورة لافتة على حساب الهواجس الأمنية.
وتنبع أهمية التحذير بتصاعد أمني وعسكري وشيك مع من سماهم الملك "وكلاء إيران في المنطقة"، بكونه جاء على لسان الملك شخصيًا، وبعد لقائه الرئيس الأمريكي وأركان إدارته مؤخرًا، حيث بدا أن المستوى الأمني الأمريكي زود عمّان بهذه المعلومات والحيثيات.
تبقى مخاوف المملكة والولايات المتحدة قائمة في ظل "حرب المسيرات الإيرانية"، حيث سبق وأن هاجمت مسيرة إيرانية "قاعدة التنف" الأمريكية عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، واخترقت أخرى المجال الجوي الأردني وتحدث عنها الملك، مع الإشارة للقرب الجغرافي أيضًا من الحدود لقاعدة "موفق السلطي" الجوية الأردنية، وهي قاعدة أمريكية تضم طائرات من طراز "أف 35" فائقة التطور.
وعليه تبدو فرص عودة التصعيد على الحدود قوية، في ظل تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي ستترك برأي الأمريكيين مساحة تحرك وتمدد أوسع لإيران في سوريا على حساب روسيا.