تركيا تجهز لعملية عسكرية شمال سوريا وتراهن على "تف

تركيا تجهز لعملية عسكرية شمال سوريا وتراهن على "تفهم" الناتو

الساعة : 13:00
30 مايو 2022
تركيا تجهز لعملية عسكرية شمال سوريا وتراهن على

الحدث:

كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن جيش بلاده سيشرع قريبًا في استكمال إنشاء المنطقة الآمنة على الحدود المشتركة مع سوريا بعمق 30كلم، وأن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن، مشيرًا إلى أن الهدف من العملية إقامة مناطق آمنة شمال سوريا. وأضاف "أردوغان" أنه على رأس أولويات العمليات العسكرية، المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، والتي يحتلها تنظيم "ي ب ك/ بي كى كى". كما أشار الرئيس التركي إلى أنه سيُجري المحادثات اللازمة لضمان سير العملية، موضحًا أن تركيا ستميز في هذه المرحلة بين من يحترمون حساسياتها الأمنية، والذين لا يكترثون سوى لمصالحهم، وأنها ستصوغ سياساتها مستقبلًا على هذا الأساس.

الرأي:

يتزامن الإعلان عن هذه العملية مع تصاعد وتيرة الاستهداف المتبادل بين الجانبين التركي والسوري؛ عبر استمرار الهجمات التي تتعرض لها البلدات التركية الحدودية مع سوريا والقوات التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. وسبق هذا القرار دخول وفد للقوات الأمريكية إلى منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي وعقد اجتماع مع القوات التركية المتواجدة في قواعدها هناك. لكنّ الأرجح أن توقيت العملية يرتبط أكثر بالتطورات الدولية المتعلقة بحرب أوكرانيا، وإعادة فتح تركيا ملف مصالحها الأمنية وضرورة احترام دول "الناتو" لأجندتها شمال سوريا، كشرط للموافقة على قبول ترشح السويد وفنلندا لعضوية الحلف.

وليس من المؤكد بعد حدود هذه العملية؛ حيث أشارت تقارير تركية إلى أنها ستركز فقط على مناطق غرب الفرات، بينما تشير تقديرات إلى مناطق عين عيسى وتل رفعت ومنبج، وأن تستهدف ربط مناطق "درع الفرات" بمناطق عمليات " نبع السلام". وتستهدف تركيا بصورة عامة من مشروع المنطقة العازلة بعمق 30كلم أن تكون كافية لحفظ أمن تركيا، بعيدًا عن مدى أي قذائف صاروخية يمكن أن تسقط داخل الاراضي التركية. كما أنها ستكون كفيلة بإقامة منطقة قادرة على استيعاب مليون لاجئ سوري تخطط الحكومة التركية لعودتهم طوعًا، لتخفيف العبء السياسي الذي تواجهه قبل موعد الاستحقاق الانتخابي المقلق بعد نحو عام.

ومن المتوقع أن تثير العملية بعض التوتر مع الولايات المتحدة التي مازالت تدعم قوات وحدات حماية الشعب الكردية "قسد". ويبدو من غير المرجح أن تنجح مساعي تركيا لتحويل المنطقة الممتدة على الشريط الحدود بين بلادها وكل من العراق وسوريا بعمق 30كلم إلى منطقة أمنة، دون تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يبدو أن الرئيس التركي يعتقد أن الظروف الدولية مواتية الآن لتحقيق هذه التفاهمات.