استهداف مجمع "بارتشين" العسكري ينذر بتصعيد المواجه

استهداف مجمع "بارتشين" العسكري ينذر بتصعيد المواجهة بين إيران والاحتلال "الإسرائيلي"

الساعة : 16:15
1 يونيو 2022
استهداف مجمع

الحدث:

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أواخر مايو/ أيار تعرض وحدة تابعة لها في مجمع "بارتشين" للصناعات العسكرية شرق طهران لحادث، أسفر عن مقتل مهندس وإصابة آخر. كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مصادر إيرانية ومسؤول أمريكي، أن الحادث نتج عن غارة بطيران مسير انتحاري قصير المدى أُطلق من داخل إيران.

الرأي:

من المرجّح أن دولة الاحتلال تقف وراء الهجوم ضمن حملة التصعيد "الإسرائيلية" ضد سلاح الطائرات المسيرة الإيراني، وهي حملة بدأت إثر إطلاق طهران في الـ14 من شباط/ فبراير الماضي طائرتين مسيرتين تحملان أسلحة إلى قطاع غزة، لكن رادارات الجيش الأمريكي بالخليج تمكنت من رصدهما، ثم أسقطتهما طائرات "إف-16" أمريكية فوق أربيل شمال العراق. وعقب ذلك شنت ست طائرات مسيّرة "إسرائيلية" في الـ15 شباط/ فبراير غارة ضد قاعدة جوية للحرس الثوري في كرمانشاه غرب إيران، انطلقت منها الطائرتان المسيرتان تجاه غزة، وهو ما أسفر عن تدمير عشرات الطائرات المسيّرة الإيرانية الرابضة على الأرض.

ويشير الانتقال من استهداف قاعدة للطيران المسير لاستهداف وحدة تطوير المسيرات الإيرانية قرب طهران، إلى امتلاك تل أبيب معلومات استخبارية دقيقة عن الأنشطة العسكرية داخل إيران، وهو ما يعضده نجاح الاحتلال في اغتيال العقيد بفيلق القدس، حسن خدائي، قرب منزله بطهران، في ظل اتهامه بالإشراف على محاولات استهداف "إسرائيليين" في دول أخرى، وهي أول عملية اغتيال "إسرائيلية" لمسئول عسكري داخل إيران؛ حيث اقتصرت الاغتيالات "الإسرائيلية" سابقًا بالأراضي الإيرانية على العلماء النوويين.

من جانبها، تعمل طهران على ردع تل أبيب عبر إبراز قدراتها في مجال الطائرات المسيرة؛ حيث كشفت مؤخرًا عن امتلاكها قاعدة تحت الأرض قادرة على إطلاق 60 طائرة مسيرة في وقت متزامن، فضلًا عن تطويرها لطائرة مسيرة طراز "كمان-22" يصل مداها إلى 3000كلم وتحمل 300كلجم من الذخائر الموجهة، كما اختبرت طائرة مسيرة طراز "غزة" تبلغ حمولتها من الذخائر 500كلجم.

من جهة أخرى، يضع التصعيد "الإسرائيلي" طهران في حرج يفرض عليها الرد لفرض معادلة ردع، وهو ما يشير إلى أن المرحلة القادمة ستشهد على الأرجح مزيدًا من الهجمات المتبادلة، قد تدور أحداث بعضها على أراضي دول أخرى، وهو ما يندرج ضمنه طلب حكومة الاحتلال من 100 من رعاياها في تركيا سرعة المغادرة، لوجود خطر حالي من جهات إيرانية يهدد حياتهم.