أحداث "حي الشراونة" في لبنان ... تفكيك عصابات "الص

أحداث "حي الشراونة" في لبنان ... تفكيك عصابات "الصف الأول" استجابةً لضغوط إقليمية

الساعة : 15:00
6 يونيو 2022
أحداث

الحدث:

قُتِل عسكري وجُرح سبعة آخرون وتضررت آليات عسكرية، في اشتباكات هي الأعنف منذ وقت طويل في منطقة حي "الشراونة" في مدينة بعلبك (البقاع الشمالي)، بين وحدات من الجيش اللبناني ومطلوبين على رأسهم "علي منذر زعيتر" الملقّب بـ"أبو سلّة"، أحد أكبر تجار المخدرات. ووقعت الاشتباكات، التي استُقدمت فيها مروحية للجيش،أثناء تنفيذ وحداته عملية أمنية تمّ التحضير لها منذ مدة للقبض على "زعيتر"، المطلوب بنحو ألف مذكرة ووثيقة أمنية. وصادرت وحدات الجيش خلال العملية كمية من الأسلحة والذخائر وكاميرات المراقبة، وأوقفت عددًا من المطلوبين، في حين تمكن "أبو سلة" من الفرار، رغم كمين الجيش. كما داهم  الجيش "حي الليلكي" في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يقيم فيه عدد كبير من أبناء حي "الشراونة".

الرأي:

ليست هذه المرة الأولى التي ترتفع فيها حدة الاشتباكات بين الجيش ومطلوبين في "حي الشراونة" وتسفر عن قتلى عسكريين؛ فالجيش يقوم بعمليات مداهمات واعتقالات يومية لمطلوبين في قضايا السرقات وتجارة المخدرات والاختطاف، إلا أن اللافت هذه المرة، وهو ما يحدث للمرة الأولى، قيام الجيش بهدم منزل "أبو سلة"، ومحاولته هدم بيوت مطلوبين آخرين، حال دونها تصدي نسوة من "آل زعيتر" لآليات الجيش.

في هذا السياق، يشير الأداء الجديد للجيش في مواجهة عصابات الصف الأول، بل وهدم منزل رأس عصابات تجارة المخدرات إلى توجّه أو مقاربة جديدة ما كانت لتتم بهذه الصورة، وفي أحد معاقل الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" لولا وجود غطاء أو "غض طرف" منهما.

بموازاة ذلك، بدا واضحًا من حجم التفاعل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي كتبها مقربون من "حزب الله"، أن هذه العصابات وأعمالها باتت تُشكل عبئًا على "الثنائي" نظرًا إلى حجم التململ من "بلطجة" هذه العصابات في منطقة البقاع والضاحية على حد سواء، وهو ما قد يرجّح قيام الجيش بعمليات مماثلة في كلا المنطقتين، لا سيما أن الثنائي الشيعي كان طلب دخول الجيش لضبط الانفلات الأمني، وملاحقة العصابات في الضاحية الجنوبية في نيسان/ أبريل الماضي.

من جهة أخرى، لا يمكن فصل تحركات الجيش والأجهزة الأمنية الجادة لملاحقة كبار تجار المخدرات عن الضغوط الإقليمية والدولية، الخاصة بالتصدي لعصابات تهريب المخدرات التي تستهدف دول الخليج بصورة خاصة، والتي وضعتها دول الخليج ضمن شروطها لاستئناف الدعم السياسي والمالي لبيروت مجددًا عقب أزمة قطع العلاقات الأخيرة.