الحدث:
أعلنت قيادة حرس حدود المنطقة الأولى عن تنفيذ قوة كاملة تابعة للواء الثاني لعملية أمنية، تهدف مسك قمة جبل سرجل في ناحية "بلي" في محافظة أربيل، للحد من توغل الجيش التركي شمال البلاد، وذلك بعد ورود معلومات عن توغل جديد، وكذلك للسيطرة على أنشطة "حزب العمال الكردستاني".
الرأي:
عادت عمليات التوغل التركي في العراق مجددًا لتشغل المشهد الداخلي للبلاد، بعد أن أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، عن عملية عسكرية تركية داخل الأراضي العراقية، وتحديدًا في مناطق جبل متين والعمادية في محافظة دهوك، والتي تعد واحدة من بين أكبر العمليات العسكرية التي قامت بها تركيا داخل العراق.
من جهتهم، يرى مراقبون أن العملية التركية الأخيرة تختلف عن سابقاتها نوعيًا؛ لأنها تستهدف توسعًا استراتيجيًا داخل العراق، وتعزيز تواجد قواعد تركيا العسكرية في الإقليم. بدوره، يروّج "حزب العمال الكردستاني" لسعي أنقرة للوصول إلى محافظتي نينوى وكركوك، كما اتهم غريمه "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة "مسعود بارزاني"، بتقديم المساعدة لتركيا لتنفيذ خططها، إضافةً إلى أطراف سنية عراقية تتصدر المشهد السياسي حاليًا. بالمقابل، طالما ردت تركيا على تلك الاتهامات بأن عملياتها تستند على اتفاقية ثنائية منذ الثمانينيات، تسمح لها بملاحقة عناصر "حزب العمال الكردستاني" إلى نحو عشرة كيلومترات داخل الأراضي العراقية.
رغم ذلك، لا تشير تحركات الجيش العراقي إلى احتمال الصدام مع القوات التركية؛ إذ يُرجّح أن العمليات التركية مازالت تحظى بقدر من التنسيق مع القوات العراقية، حتى لو لم يعلن هذا صراحةً من قبل بغداد وأربيل لأسباب سياسية داخلية. كما إن التحركات العسكرية العراقية قد تستهدف تعزيز تواجد الجيش العراقي، بما يحد من أنشطة "العمالي الكردستاني" ومن ثم يقطع الطريق على المبررات التركية لتوسيع العمليات مستقبلًا.
