أنشطة تنقيب "إسرائيلية" في حقل "كاريش" تجدد مفاوضا

أنشطة تنقيب "إسرائيلية" في حقل "كاريش" تجدد مفاوضات الترسيم مع لبنان لتجنب التصعيد العسكري

الساعة : 15:00
7 يونيو 2022
أنشطة تنقيب

الحدث:

على وقع إنهاء الجيش "الإسرائيلي" مناورة "عربات النار" التدريبية والتي حاكت التحديات والأحداث المتصاعدة على عدة جبهات قتالية، مع التركيز على الجبهة الشمالية، وصلت سفينة التنقيب عن الغاز "إنرجين باور" على بعد ثلاثة أميال ونصف من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، خلف ما يعرف بـ"الخط 29"، تمهيدًا لعمليات الحفر  والتنقيب وتركيب المنصات في حقل "كاريش" بمواكبة غواصات وسفن متّصلة بمنظومة القبة الحديدية لحماية عمليات التنقيب عن الغاز.

الرأي:

أحدث وصول الباخرة جدلًا واسعًا في الأوساط اللبنانية، لا سيما أن "حزب الله" كان قد هدّد في أكثر من خطاب بأنه لن يسمح لـ"تل أبيب" بالتنقيب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها، بالتوازي مع تأكيد مدير عام الأمن العام، عباس إبراهيم، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن على أن لبنان يعتبر أن "الخط 29 هو خط التفاوض". وفي هذا الصدد، حذر رئيسا الجمهورية والحكومة من التعدي على ثروة لبنان المائية وما يمكن أن يعقبه من توترات، مقابل موقف "إسرائيلي" اعتبر أن أي ضرر يلحق بمنصات الغاز سيُنظر إليه على أنه "إعلان حرب".

من جهة أخرى، تشير مواقف الأطراف إلى أنها لا ترغب حاليًا في تطور الأمور نحو التصعيد الأمني أو العسكري، وأنها تفضل التعامل بالطرق السياسية والدبلوماسية مع الأزمة. فمن الجانب اللبناني، كان لافتًا موقف "حزب الله" الذي بدا "متريثًا" ومؤكدًا على أنه "يقف خلف الدولة اللبنانية"؛ حيث أكّد كل من نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم، ورئيس المجلس التنفيذي، هاشم صفي الدين، أن "المقاومة جاهزة لحماية حقوق لبنان، لكن يجب على الدولة أن تحدد وتؤكد حصول اعتداء فعلي وتجاوز للمنطقة المتنازع عليها."

وقد تناغم وانسجم موقف الحزب مع الموقف الرسمي في اليوم التالي لوصول الباخرة، والذي يُعوّل على إعادة انطلاق صافرة عجلة المفاوضات مجددًا؛ إذ أعلن مكتب رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أنه توافق مع رئيس الجمهورية على دعوة الوسيط الأمريكي بملف ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين، للحضور إلى بيروت واستكمال مفاوضات الترسيم وإنهائها في أسرع وقت ممكن. كما جنح الجانب "الإسرائيلي" أيضًا نحو انتهاج الطرق الدبلوماسية، مؤكدًا على لسان وزير الدفاع، بيني غانتس، أن الخلاف مع لبنان سيُحل دبلوماسيًا بوساطة أمريكية.

بالمقابل، يُتوقع أن تضغط "إسرائيل" من خلال البدء في عمليات التنقيب وفرض سياسة "الأمر الواقع"، لتكريس رؤية الاحتلال في الترسيم مستغلةً ما يمر به لبنان من ضغوط اقتصادية ومالية. هذا، بينما سيلجأ "حزب الله" إلى التلويح باستخدام بعض أوراق الضغط، مثل الطائرات بدون طيار، للتأكيد على جديته في عدم التفريط في حقوق لبنان، ولإرسال رسالة واضحة حول الاحتمالات التي قد يلجأ إليها في حال تعثرت المفاوضات.