الاحتلال يحتفي بوفيات غامضة في إيران لتعزيز ضغوط ا

الاحتلال يحتفي بوفيات غامضة في إيران لتعزيز ضغوط الحرب النفسية

الساعة : 15:00
7 يونيو 2022
الاحتلال يحتفي بوفيات غامضة في إيران لتعزيز ضغوط الحرب النفسية

الحدث:

نشر الحساب الرسمي لحزب "يمينا"، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، على "تويتر" في الخامس من حزيران/ يونيو، رابطًا لتقرير أعدته "القناة 12" "الإسرائيلية" يتحدث عن مقتل أربعة بين علماء وضباط إيرانيين خلال أقل من شهر، جاء فيه: "نتكلم قليلًا، لكن نفعل كثيرًا". يذكر أن القتلى الإيرانيين الأربعة هم الضابطان بفيلق القدس، العقيد حسن صياد، والعقيد علي إسماعيل زاده، إضافةً إلى الدكتور "أيوب انتظاري" والدكتور "كمران كفور".

الرأي:

أقر الجانب الإيراني بمقتل الضابط بالوحدة 840 التابعة لفيلق القدس، العقيد حسن صياد، بإطلاق نار استهدفه بتاريخ 22 أيار/ مايو في طهران، فيما تعهد قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، بالثأر لمقتله. لكن حادث وفاة العقيد "علي إسماعيل زاده"، الضابط بالوحدة 840 التابعة لفيلق القدس، لازال يشوبه الغموض؛ فقد توفي بعد ثمانية أيام فقط من مقتل زميله "صياد". وقد أشارت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية إلى أنه توفي إثر سقوطه عن سطح منزله، لكن موقع "إيران إنترناشيونال"، المقرب من جهات استخباراتية، نقل عن مصادره أن "علي زاده" خضع للتحقيق قبيل وفاته من طرف استخبارات الحرس الثوري، للاشتباه بتسريبه معلومات لأجهزة استخبارات أجنبية عن زميله "صياد".

أما "أيوب انتظاري" فهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة شريف للتكنولوجيا، وأشارت تقارير إلى أنه خبير في مجال تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة. من جهتها، قالت السلطات الإيرانية إنه مجرد موظف عادي يعمل في منشأة صناعية، واتهمت أحد أقاربه بترويج خبر وفاته مسمومًا لجلب التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما لم تتضح بعد تفاصيل وفاة الخبير النووي "كمران كفور".

بين التلميح "الإسرائيلي" بالوقوف خلف وفاة الإيرانيين الأربعة بشكل أو آخر، والاعتراف الإيراني بمقتل العقيد "صياد" فقط، تسود أجواء من الغموض، خصوصًا في ظل سياسة التعتيم الإيرانية التي تكتمت على العديد من العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية. فقد سبق أن أنكر المسؤولون الإيرانيون خلال عام 2018 سرقة "الموساد" للأرشيف النووي، ثم اعترفوا بذلك لاحقًا، كما اكتفى الحرس الثوري في شباط/ فبراير الماضي بالتنويه إلى اندلاع حريق في مستودع خاص بزيت المحركات في قاعدة كرمانشاه غرب إيران، ثم تبين لاحقًا أن ست طائرات "إسرائيلية" مسيرة هاجمت القاعدة المذكورة ودمرت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية الرابضة على الأرض.

لقد نجح حادث اغتيال العقيد "حسن صياد" بطريقة درامية داخل طهران في إثارة أجواء من التوتر الأمني، وأعطى مساحة لتقديم تفسيرات تشكك في خلفيات وفاة أي ضابط أو خبير إيراني خلال الآونة الأخيرة. وهذا يساهم في تعزيز الحرب النفسية من قبل "إسرائيل" ضد طهران، التي تأتي ضمن حملة تصعيد "إسرائيلية" ضد الأنشطة الإيرانية. ولا شك أن تلميح الاحتلال بمسؤوليته عن هذه الحوادث وغيرها، قد يحفّز المؤسسة الأمنية الإيرانية للقيام بعمليات مضادة وإرساء معادلة ردع تحد من وتيرة التصعيد "الإسرائيلي".