الحدث:
كشف مسؤولون في إقليم كردستان العراق أن العمليات العسكرية التركية أجبرت "حزب العمال الكردستاني" على التراجع عن بعض مواقعه. كما أظهرت العمليات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تطورًا نوعيًا، بحسب المسؤولين، تمثل في استهداف قيادات الحزب وعناصره البارزة، باستخدام الطائرات المسيرة داخل مناطق بعيدة عن الحدود التركية العراقية وضمن محافظتي السليمانية ونينوى، ما أسفر عن تصفية عدد منهم. وكشف مسؤول أمني رفيع بمدينة أربيل أن الجيش التركي استهدف بدقة مواقع ونقاطًا سرية للحزب لم تكن معروفة. بالمقابل، اتهم الحزب حكومة الإقليم بتقديم معلومات لتركيا، ومَنَع أهالي القرى من الوصول إلى مقراته، وقام بحملة اعتقالات طالت عددًا من الأكراد العراقيين، بتهمة التجسس لصالح تركيا. كما قام الحزب بتغطية مناطق تواجده بأجهزة (تشويش) على الهواتف النقالة، واستبدل العديد من السيارات رباعية الدفع التي يملكها بأخرى لأنها باتت مكشوفة.
الرأي:
أظهرت عمليات القوات التركية، التي انطلقت مؤخرًا شمال العراق، تفوقًا عسكريًا واستخباراتيًا ضد مسلحي "حزب العمال الكردستاني"؛ حيث أصبح واضحًا أن العمليات تعتمد في استهدافها لقيادات الحزب على جهد استخباراتي متراكم يشير إلى احتمالات، أبرزها أن تركيا تتعاون بشكل وثيق مع حكومة الإقليم فيما يتعلق بتبادل المعلومات، إضافةً إلى تجنيد بعض الأهالي لتقديم معلومات عن أنشطة وتحركات الحزب وقادته.
وكان مجلس الأمن في الإقليم قد أعلن الشهر الماضي إحباطه مخططًا إرهابيًا لمسلحي "حزب العمال الكردستاني"، عبر شن هجمات صاروخية على قوات البيشمركة وأحد السدود في دهوك ودوائر حكومية، فيما ألقت سلطات الإقليم القبض على مجموعة تابعة للحزب. وهذا ما قد يكشف عن التداعيات الأمنية المحتملة التي ستلحق بالإقليم، نتيجة التعاون المفترض بين أربيل والسلطات التركية، والذي قد يدفع الحزب لشن هجمات انتقامية داخل الإقليم.
من جهة أخرى، وبينما قلل قيادي في الجناح العراقي للحزب من نجاعة الجهود الاستخبارية التركية، بالتأكيد على نجاح الحزب في اكتشاف حالات الاختراق التي يقوم بها الجيش التركي، إلا أن تقديرات عسكرية عراقية تشير إلى أن الثكنات العسكرية التركية المنتشرة شمال العراق، تمكّنت من تكوين علاقات اجتماعية مع الأهالي، وبعض الشخصيات المحلية المؤثرة، حتى أصبحت قادرة على جمع المعلومات عن تحركات مسلحي الحزب وقادته الفاعلين.