الحدث:
اختتمت القوات المسلحة التركية مناورات "إفيس-2022" في ولاية إزمير غرب البلاد، بمشاركة 37 دولة وبحضور رسمي رفيع؛ حيث حضر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وعدد كبير من المسؤولين فعاليات "يوم المراقب المميز"، والتي تعتبر من المناورات الأكبر للقوات المسلحة التركية في منطقة إيجة، فيما كان لافتًا مشاركة رئيس الوزراء ووزير الدفاع الليبي، عبد الحميد الدبيبة.
الرأي:
تقيم تركيا "معرض إيفيس" للمناورات العسكرية كل عامين بهدف استعراض قدراتها العسكرية بشكل أساسي، والتي تزداد تطورًا بشكل ملحوظ على مستوى التصنيع المحلي؛ فقد عرضت 43 شركة تركية لصناعة الدفاع تقنياتها، وظهرت أنظمة تُقدَّم لأول مرة، مثل مدفع دفاع جوي 35ملم، ومركبة هندسة قتالية برمائية مدرعة من طراز " AZMİM"، ومدمرة الكشف عن الألغام والمتفجرات، إضافةً إلى سفن إنزال "TCG Bayraktar" و"TCG Sancaktar"، وطرادات من فئة "Ada" المنتجة ضمن مشروع "MİLGEM"، كما عُرضَت المركبة الجوية بلا طيار "كاميكازي كارجي" التي طورتها شركة (Lentatek).
وشهد هذا العام مزيدًا من استعراض تنامي العلاقات العسكرية التركية في عدة مناطق؛ حيث ارتفع عدد الدول المشاركة، من ثمان دول عام 2016 إلى 37 في هذه النسخة الأخيرة. وإلى جوار حلفاء تركيا التقليدين، مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وأذربيجان وباكستان، أصبح واضحًا تنامي تحالفات تركيا أمنيًا وعسكريًا في المنطقة العربية وأفريقيا والبلقان، من خلال مشاركة كل من قطر وليبيا وإثيوبيا والكاميرون وغامبيا وروندا، إضافةً إلى البوسنة ومقدونيا الشمالية وكوسوفو وألبانيا. وتمثل دعوة رئيس الوزراء الليبي بصورة خاصة تأكيدًا على استمرار الدعم التركي له في مواجهة مساعي تحالف "حفتر-باشاغا" لعزله، وهي رسالة موجهة بطبيعة الحال إلى القاهرة.
في سياق آخر، ترسل تركيا تحذيرها لجارتها اليونان؛ ففي الحفل الختامي للمناورات طالب "أردوغان" اليونان بالتخلي عن "تسليح الجزر غير العسكرية في إيجة والتصرف وفق الاتفاقيات الدولية"، ودعا أثينا إلى "الابتعاد عن التصرفات والأحلام التي ستؤول إلى الندم". جاء هذا بعد أن شهدت المناورات محاكاة إنزال برمائي بمشاركة قوات دول أجنبية بينها أذربيجان، وهو ما قوبل بانتقادات في أثينا؛ حيث وصفتها وسائل إعلام يونانية بأنها "تمرين للاستيلاء على الجزر اليونانية".