واشنطن تروّج لتحالف دفاعي بين "إسرائيل" ودول عربية

واشنطن تروّج لتحالف دفاعي بين "إسرائيل" ودول عربية يُرجّح تعثر تحقيقه

الساعة : 14:30
13 يونيو 2022
واشنطن تروّج لتحالف دفاعي بين

الحدث:

كشفت أوساط "إسرائيلية" عن "مسودة اقتراح أمريكي لتحالف دفاعي غير مسبوق" في المنطقة، بين تسع دول عربية مع دولة الاحتلال. وقال المراسلان العسكريان لموقع "القناة 12"، نير دفوري وآساف روزنتسويغ، إن التحالف يجمع "تل أبيب" مع دول مجلس التعاون، السعودية والإمارات والبحرين وعمان والكويت وقطر، إضافةً إلى الأردن ومصر والعراق، تحت لافتة أن هذا التحالف سيساعد في توفير حماية أفضل لأمن هذه الدول من الترسانة العسكرية والأمنية الأمريكية.

الرأي:

يعكس المقترح الأمريكي استمرار تبني واشنطن لخطة دمج دولة الاحتلال أكثر بمصالح واستراتيجيات الدول العربية، وتوسيع قاعدة "اتفاقيات أبراهام"، وجعلها جزءًا أصيلًا من خطط أمن المنطقة، بغض النظر عن تغير الإدارة الأمريكية. هذا، فيما تشير معلومات "صدارة" إلى أن واشنطن ستظل متمسكة بهذا النهج، وتتوقع أن تستجيب حكومات عربية وإسلامية بصورة أوسع مع استمرار تقديم الحوافز.

لكنّ هذا لا يعني أن المساعي الأمريكية ستمضي دون تعثر؛ فمن ناحية، مازالت بعض هذه الدول تتنبى موقفًا حازمًا تجاه رفض أي علاقات أمنية مع الاحتلال ولو بصورة غير معلنة، خاصةً الكويت والعراق. ومن ناحية أخرى، فإن الاحتلال غير قادر عمليًا على توفير الحماية لهذه الدول في مواجهة التهديدات الإيرانية، ومن ثم لا يمكنه ملء فراغ تراجع الولايات المتحدة عن هذا الدور. لذا، فإن التصورات الأمريكية الواسعة لبناء تحالف إقليمي ستُختزل، بأفضل الاحتمالات، في قدر أوسع من التنسيق الأمني والاستخباري وتبادل الخبرات والتقنيات، وليس تحالفًا مشتركًا على غرار "ناتو إقليمي".

وبينما تحرص مصر على عدم التخلف عن هذه الترتيبات الإقليمية الجديدة، رغم مخاوفها طويلة الأجل حيال تنامي نفوذ الاحتلال الأمني، يجد الأردن نفسه أيضًا مدفوعًا للتعاطي الإيجابي مع هذه المساعي، نظرًا لكونه أحد أبرز حلفاء واشنطن الأمنيين بالمنطقة. لكنّ كليهما، إضافةً إلى سلطنة عمان وقطر وحتى الإمارات، لا يتبنون حاليًا الأجندة "الإسرائيلية" والسعودية نفسها لبناء تحالف إقليمي مضاد لإيران، خاصةً وأن أغلب هذه الدول تتبني حاليًا سياسة احتواء التوترات في المنطقة، خوفًا من تفاقم المخاطر الأمنية واتساع جبهات الصراع بين إيران والاحتلال، بما يؤثر على أمنها الداخلي، كما إن المعارضة الشعبية الداخلية المحتملة ستحد من سقف هذه الترتيبات.