الحدث:
أعلنت وزارة خارجية الاحتلال في الـ19 من حزيران/ يونيو الجاري أن الوزير، يائير لابيد، سيزور أنقرة عقب إعلان "تل أبيب" عن محاولات "خلايا إيرانية" استهداف "إسرائيليين" على الأراضي التركية. من جهته، أجرى الرئيس "الإسرائيلي"، يتسحاق هرتسوغ، محادثة هاتفية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لشكره على جهوده الأمنية لحماية "الإسرائيليين". بالمقابل، وفي اليوم ذاته، أعلن رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، نفتالي بينيت، أن تحذير السفر إلى تركيا ما زال مرتفعًا، وأن عناصر أمن تركية و"إسرائيلية" نفذت حملة غير مسبوقة في إسطنبول لإحباط عمليات ضد "إسرائيليين".
الرأي:
يتضح من خلال تلك الأنباء أن التهديدات الإيرانية بشأن استهداف "إسرائيليين" في قلب تركيا لا زالت قائمة، على الأقل بحسب رواية الاحتلال، ما سيجعل منها ساحة لتصفية الحسابات بين تل أبيب وطهران، وهي سابقة أمنية وعملياتية، وهذا ما قد يحفز الحاجة لتخمين طبيعة رد الفعل التركي على مثل هذا الحدث لو تم.
في السياق ذاته، فإن تزايد التحذيرات "الإسرائيلية" ومطالبة "الإسرائيليين" بمغادرة تركيا يعطيان صورة سلبية عن تراجع الأمن داخل تركيا، وهو ما قد يغضب تركيا التي تعتمد على موسم سياحة قوي لإنعاش اقتصادها. بدورها، تراهن حكومة الاحتلال على أن هذا الغضب سيكون موجهًا أكثر إلى طهران وليس إلى "تل أبيب".
في الوقت ذاته، وربما دون أن تقصد إيران، فقد ساهمت تهديداتها الميدانية في تنشيط التعاون الاستخباري والأمني بين تل أبيب وأنقرة، وهو أمر لا يصب في مصلحة إيران على كل الأحوال، خاصةً مع تنامي نقاط التوتر بين أنقرة وطهران بسبب جملة من قضايا الخلاف الثنائي، سواءً ما تعلق منها بالعملية العسكرية التركية الوشيكة شمال سوريا، أو التقارب التركي "الإسرائيلي"، فضلًا عن النشاط التركي في العراق، ما قد يزيد من توتر علاقاتهما على المدى القصير.