الحدث:
كشفت صحيفة "صباح" التركية أن الاستخبارات أحبطت عملية للمخابرات الإيرانية كانت تستهدف سفير دولة الاحتلال السابق في منطقة بي أوغلو بإسطنبول، كما خططت لخطف دبلوماسيين وسياح "إسرائيليين". واعتقلت الاستخبارات التركية ثمانسة أشخاص بينهم خمسة إيرانيين ومواطنين تركيينن وذلك في فندق "ذا سول" وثلاثة منازل إيجار منفصلة في منطقة بي أوغلو، وضبطت بحوزتهم مسدسين كاتمين للصوت ووثائق ومواد رقمية. وقد تخفّت عناصر المخابرات الإيرانية في شخصيات طلبة، فيما تخفت عناصر من "الحرس الثوري" كرجال أعمال وسائحين. وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز "الموساد" أخذ "الإسرائيليين" المستهدفين من أماكنهم وأرسلهم إلى "تل أبيب" على متن طائرة خاصة، فيما أعرب رئيس الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، عن امتنانه لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على جهوده في إحباط الهجوم.
الرأي:
تكشف الحادثة عن تسارع التنسيق الاستخباري بين الجانبين التركي و"الإسرائيلي"، وهي نتيجة ربما لم تكن ترغب فيها إيران حين خططت لهذه العمليات على الأراضي التركية. كما يشير التسريب التركي لتفاصيل الحادثة إلى غضب أنقرة التي تسعى لاجتذاب السائحين في موسم الصيف، وهو ما قد يتأثر بالإعلان "الإسرائيلي" المتكرر عن المخاطر التي تهدد السائحين "الإسرائيليين" ودعوتهم لمغادرة تركيا فورًا.
وليست هذه المرة الأولى الذي حاول فيها جهاز المخابرات الإيراني استهداف "إسرائيليين" على الأراضي التركية خلال العام الجاري؛ ففي شباط/ فبراير الماضي، أحبطت الاستخبارات التركية محاولة "خلية إيرانية" اغتيال رجل الأعمال "الإسرائيلي"، يائير غيلر، وقامت حينها باعتقال الخلية المكونة من تسعة أشخاص. وجاء اعتقال الخلية الإيرانية الأخيرة نتيجة للتعاون الاستخباري بين جهاز الاستخبارات التركية مع جهاز مخابرات الاحتلال، وعقب ارتفاع وتيرة التحذيرات "الإسرائيلية" لرعاياها من السفر إلى تركيا خلال الأسابيع الأخيرة، خشية استهدافهم من قبل المخابرات الإيرانية التي تخطط لرد نوعي على العمليات النوعية التي استهدفت الداخل الإيراني في الأسابيع الأخيرة، خصوصًا اغتيال ضباط وعلماء رفيعي المستوى مثل الضابطين بفيلق القدس، العقيد "حسن خدائي"، والعقيد "علي إسماعيل زاده"، والدكتور "أيوب انتظاري" والدكتور "كمران كفور"، وكلا الأخيرين له علاقة بمشاريع تطوير الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.
ويبدو أن إيران عملت بشكل سريع على احتواء الموقف التركي؛ حيث توجه وزير الخارجية، أمير عبد اللهيان، إلى أنقرة بعد يومين من زيارة وزير خارجية الاحتلال لتركيا، والتقى الوزير الإيراني بنظيره التركي ثم اجتمع بشكل مغلق مع الرئيس "أردوغان". وتجنب الوزيران خلال المؤتمر الصحفي المشترك التطرق لموضوع الاتهامات "الإسرائيلية" أو اعتقال الخلية الإيرانية، وهي إشارة محتملة إلى احتواء الموقف بين الجانبين، مشددين على تعزيز العلاقات المشتركة.