الحدث:
أفاد مسؤولون "إسرائيليون" بأن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" سيعلن خلال زيارته للمنطقة نقل السيادة على جزيرتي "تيران وصنافير" من مصر إلى السعودية، مقابل حصول الكيان"الإسرائيلي" على التزامات أمنية من السعودية، بضمانات أمريكية، تتمثل في حرية الملاحة العسكرية والمدنية في مضيق تيران. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن المسؤولين سماح المملكة للطائرات "الإسرائيلية" بالعبور عبر مجالها الجوي من جهة الشرق بخلاف الرحلات بين "إسرائيل" وكل من الإمارات والبحرين التي تسمح لها السعودية بالفعل بالمرور، منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام". لكنّ الرياض، بحسب المسؤولين، مازالت ترفض استقبال رحلات مباشرة من الأراضي المحتلة لنقل الحجاج من "إسرائيل" إلى الأراضي المقدسة، كما أن خطوة تطبيع العلاقات مازالت غير متوقعة قبل انتقال السلطة من الملك "سلمان" إلى ولي عهده الأمير "محمد".
الرأي:
نظرًا لأن وضع جزيرتي تيران وصنافير مرتبط باتفاق السلام بين مصر و"إسرائيل"، فإن نقل السيادة عليهما إلى السعودية يتطلب موافقة حكومة الكيان "الإسرائيلي"، وقد استمرت اللقاءات الأمنية السرية بين الجانبين لمناقشة إجراءات التسليم منذ أن قرر النظام المصري التنازل عن الجزيرتين للسعودية، إلا أن وتيرة الاتصالات تسارعت مؤخرا وشملت، عدة ملفات إقليمية بينها تسليم الجزيرتين والضمانات الأمنية اللازمة لإتمام هذه الخطوة، وفتح المجال الجوي السعودي للطيران الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقترحات الترتيبات الإقليمية المشتركة لمواجهة التهديدات الإيرانية، خاصة منظومة الدفاع الجوي الإقليمية التي سبق أن روج لها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق "نتنياهو"، ويروج لها رئيس الوزراء الحالي "بينت".
تحرص السعودية على إبقاء هذه اللقاءات في نطاقها الأمني فقط، ومازالت هناك محاذير من الانتقال إلى الاتصالات السياسية. ومن الواضح أن الملك "سلمان" مازال متمسكًا بموقفه السابق الرافض لعقد اتفاق تطبيع مع الكيان"الإسرائيلي" منفصل عن الملف الفلسيطيني. لكنّ الترتيبات والاتصالات الأمنية المتنامية بين الجانبين، بالإضافة لتصاعد العلاقات الاقتصادية مؤخرًا، تخلق واقعًا جديدًا في العلاقات الثنائية، سيجعل السعودية بمرور الوقت "عضو أمر واقع" في "اتفاقيات أبراهام"، خاصة في ظل اهتمام المملكة بالاستفادة من القدرات "الإسرائيلية" الأمنية والتكنولوجية.