الحدث:
أفادت تقارير أمنية في مدينة كركوك (شمال العراق) برصد أنشطة لمسلحي "حزب العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة داخل المدينة، تحت أغطية وعناوين مختلفة. وأكدت المصادر أن الحزب يتلقى دعمًا من فصائل في "الحشد الشعبي" تنشط داخل مدينة كركوك. من ناحيته، أكد ممثل إقليم كردستان في غرفة العمليات المشتركة العراقية، اللواء طلعت عبد الخالق، رصد تلك الأنشطة لحزب العمال في محافظة كركوك وأطراف من محافظة ديالى، واصفًا ما يحدث في كركوك بأنه "عمل خطير"، في إشارة إلى عمليات تجنيد مراهقين من أكراد العراق ومحاولة خلق نفوذ للجماعة المسلحة في المدينة.
الرأي:
قد يؤدي هذا التطور إلى جرّ المدينة لتوتر أمني على غرار ما يحصل في سنجار وبلدات أخرى شمال البلاد، ينشط داخلها عناصر الحزب، ومن ثم يتم استهدافهم من قبل الجيش وأجهزة الأمن التركية، التي تشن بالفعل حملة عسكرية ضد مقاتلي الحزب شمال العراق.
من ناحية أخرى، فإن السماح بهذا التمدد من قبل فصائل تابعة للحشد الشعبي وتقديم الدعم لعناصر الحزب، ربما سيؤثر بشكل غير مباشر على العلاقات التركية العراقية، بسبب أن تلك الفصائل تابعة للحشد الشعبي المعترف به رسميًا بالعراق. كما إن هذا الدعم المفترض لا يمكن فصله عن التنافس الإيراني التركي في العراق، كون هذه الفصائل هي الأقرب إلى إيران.
ويأتي هذا التوغل من قبل "حزب العمال" في مناطق جديدة، استجابةً للضغوط العسكرية التركية عليه، ومحاولة للبحث عن مخابئ جديدة تحول بينه وبين الضربات الجوية التركية. كما يوفر تجنيد مقاتلين من السكان الكرد المحليين اختراقًا واسعًا من قبل عناصر الحزب للنسيج الاجتماعي المحلي، خاصةً وأنهم من أبناء المنطقة، ومن ثم يستحيل منعهم من التواصل مع أهالي المنطقة، ويوفر لهم بالتالي حاضنة اجتماعية.