الحدث:
نقلت "وكالة أنباء فارس" الإيرانية عن موقع "واشنطن فري بيكون"، أن فنزويلا سوف تستضيف خلال أب/ أغسطس القادم مناورات عسكرية، تشارك فيها كل من إيران وروسيا والصين تحت اسم "قناص الحدود".
الرأي:
يشير إجراء تلك المناورات في أمريكا اللاتينية إلى حرص الصين وروسيا وإيران على استعراض القوة قرب الحدود الأمريكية، مثلما تفعل واشنطن حين تجري مناورات عسكرية قرب حدودهم في الخليج العربي وبحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ والبحر المتوسط.
وسبق للدول الثلاث خلال العام الجاري تنفيذ مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهندي وبحر عمان باسم "الحزام الأمني البحري 2022"، وهو ما يدل على أن الدول الثلاث ترى أن تعزيز التدريبات العسكرية المشتركة يرسل رسالة للأطراف الأخرى، بقدرتهم على نشر أساطيلهم في البحار البعيدة لتأمين مصالحهم.
وتأتي استضافة فنزويلا للمناورات المرتقبة بعد زيارة قام بها الرئيس الفنزويلي "مادورو" في حزيران/ يونيو الماضي إلى طهران، وقّع خلالها اتفاقًا استراتيجيًا للتعاون بين البلدين لمدة 20 عامًا، فضلًا عن افتتاح خط طيران أسبوعي من كراكاس إلى طهران. كما سلمت إيران لفنزويلا في الشهر ذاته ناقلة نفط ثانية مصنّعة محليًا ضمن أربع ناقلات تصنعها إيران لصالح فنزويلا، فيما عرض الجيش الفنزويلي في الخامس من حزيران/ يونيو لأول مرة في عرض عسكري مسيرات إيرانية من طراز "مهاجر-2"، بعد تجميعها في كراكاس تحت اسم "أنطونيو خوسيه سوكري"، وهي طائرات تُستخدم في الرصد والاستطلاع ومهاجمة الآليات والأفراد.
في هذا السياق، يوضح تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين إيران وفنزويلا حرص طهران على مد نفوذها إلى الساحة الخلفية لواشنطن، وتعزيز العلاقات مع الأنظمة اليسارية في القارة اللاتينية، ما يزيد من تنوع أدوات التأثير التي تملكها إيران. وقد سبق أن تعرضت السفارة "الإسرائيلية" في العاصمة الأرجنتينية لهجوم مدمر عام 1992، تلاه هجوم آخر عام 1994 ضد مركز ثقافي يهودي بالأرجنتين، ما أسفر عن مقتل العشرات ردًا على اغتيال "إسرائيل" لأمين عام "حزب الله" آنذاك، عباس الموسوي. وهو ما يشير إلى حضور أمريكا اللاتينية ضمن الساحات العملياتية للأنشطة الإيرانية، في إطار نظرتها الأوسع للصراع مع أمريكا و"إسرائيل".