الحدث:
أطلقت قوات الأمن التركية عملية أمنية جديدة تحت اسم "أرن الحصار 22"، ضد عناصر تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (بي كا كا)، بولاية وان جنوب شرق البلاد، بمشاركة 530 عنصرًا من 45 وحدة أمنية. وأكد بيان لوزارة الداخلية التركية أن العملية تهدف لاجتثاث جذور "بي كي كي" وكافة التنظيمات الأخرى من عموم تركيا، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
الرأي:
تأتي هذه العملية الأمنية استكمالًا للعمليات التي أطلقتها قوات الأمن التركية منذ كانون الثاني/ يناير 2021، للقضاء على أنشطة عناصر "حزب العمال الكردستاني" في مختلف الولايات التركية. كما تتزامن العملية مع استمرار العملية العسكرية "قفل المخلب"، الذي بدأها الجيش التركي في الـ28 من نيسان/ أبريل الماضي شمال العراق، ضد البنية التحتية للتنظيم في تلك المناطق، ولقطع خطوط الإمداد لعناصره في الداخل، الذين تعرضوا لضربات متواصلة خلال السنوات الأخيرة أدت إلى خفض أعدادهم إلى أقل من 500 عنصر، بحسب تقديرات وزارة الداخلية التركية.
إضافةً لذلك، تعتبر العملية الأمنية في ولاية وان الحدودية مع إيران خطوة لقطع الطريق على عناصر التنظيم، التي باتت تستخدم الحدود الإيرانية التركية في التنقل ونقل العتاد العسكري، مع تواصل بناء الجدار الحدودي بين تركيا وإيران بمحاذاة ولاية وان، وهو المشروع الذي بدأ في آب/ أغسطس 2017، وأتمت السلطات التركية منه أكثر من 20كلم من إجمالي مت تستهدفه تركيا والذي يبلغ نحو 64كلم، إضافةً إلى الانتهاء من حفر خندق على طول 175كلم من الحدود بين البلدين التي يبلغ طولها 543كلم.
في المجمل، تشير هذه التطورات إلى استمرار وضع أجهزة الأمن التركية تنظيم "العمال الكردستاني" على رأس أولوية التهديدات الأمنية التي يجب التصدي لها، وهو ما يجعل من المرجح بقوة أن تستمر العمليات الأمنية التركية ليس فقط في عموم البلاد، لكن في العراق وسوريا كذلك، وهو ما يتطلب حضورًا أمنيًا تركيًا في هذه المناطق بصورة مباشرة وغير مباشرة.
