استهداف الشاعر يفتح ملف الدور السياسي للمجموعات ال

استهداف الشاعر يفتح ملف الدور السياسي للمجموعات المدنية المسلحة في الضفة

الساعة : 12:45
25 يوليو 2022
استهداف الشاعر يفتح ملف الدور السياسي للمجموعات المدنية المسلحة في الضفة

الحدث:

تعرض نائب رئيس الوزراء الأسبق والأكاديمي بجامعة النجاح الوطنية، الدكتور ناصر الدين الشاعر، لمحاولة اغتيال؛ حيث أطلق مسلحون عشرات الرصاصات باتجاه سيارته أثناء تواجده في قرية كفر قليل جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة. وأفاد المتحدث باسم الشرطة، العقيد لؤي أرزيقات، بإصابة "الشاعر" بعدة رصاصات في قدميه، مضيفًا أن الشرطة والأجهزة الأمنية باشرت بإجراءات البحث والتحري عن الفاعلين.

الرأي:

ترتبط محاولة الاغتيال، على الأرجح، بأحداث جامعة النجاح التي بدأت بقيام إدارة الجامعة بفصل خمسة طلاب من الكتلة الإسلامية، قبل أن تتراجع لاحقًا عن قرارها لاحتواء تصاعد الضغط الطلابي والحقوقي والسياسي ضد إدارة الجامعة، خصوصًا عقب أحداث الـ14 من حزيران/ يونيو التي شهدت اعتداء أمن الجامعة على اعتصام طلابي، وعلى "الشاعر" نفسه. وسبق محاولة الاغتيال إطلاق النار على منزل "الشاعر" ومنزل شقيقه بعد تهديده بشكل مباشر من مجموعات مسلحة على علاقة بمدير أمن جامعة النجاح.

لقد مثّلت هذه الحادثة انتكاسة مباشرة للأجهزة الأمنية المرتبطة بالأحداث، فضلًا عن المجموعة المسلحة (المدنية) المرتبطة بمدير أمن الجامعة، والتي تنتمي مناطقيًا لقرية كفر قليل التي شهدت الهجوم. كما مثّلت الحادثة حرجًا سياسيًا أيضًا لحركة "فتح"؛ حيث جاءت ضمن سياق سياسي يتسم بمؤشرات حضور حركة "حماس" المتزايد في الضفة من خلال الانتخابات الطلابية، خصوصًا في جامعة بيرزيت، والانتخابات النقابية وغيرها. وهو حضور يثير هواجس أمنية لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال على حد سواء، ومن ثم فقد تزايدت مؤخرًا وتيرة اللقاءات الأمنية بين الجانبين.

وتعيد محاولة اغتيال "الشاعر" ملف الاغتيال السياسي للنشطاء في الضفة الغربية إلى الواجهة مجددًا، لا سيما بعد الإفراج عن جميع عناصر الأجهزة الأمنية المتهمين باغتيال الناشط المعارض "نزار بنات". والأهم من ذلك، فإنها تسلط الضوء على استغلال بعض الشخصيات الأمنية المتنفذة في السلطة لنفوذها من خلال استخدام مجموعات مسلحة (مدنية) من خارج الأجهزة الأمنية ضد خصومها. وهي ظاهرة ليست بعيدة أيضًا عن التنافس داخل "فتح"؛ فلا يبدو أن هذا الهجوم قرار مركزي من السلطة بالنظر إلى رد فعل رئيس السلطة والحكومة وقيادة "فتح" المنددة بالهجوم. ومن ثم فليس من المستبعد مستقبلًا أن تلعب هذه المجموعات المدنية المسلحة دورًا سياسيًا أوسع، فيما يتعلق بتوازن القوى داخل الحركة التي يشغلها ترتيب البيت الداخلي لمرحلة ما بعد "عباس".